السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري 22 عاما، أعاني من القولون العصبي منذ ثلاث سنوات تقريبا، بدأت أشعر بأعراض غريبة، فلم أعد أشعر بالشبع، رغم أني أتناول كمية كبيرة من الطعام، فشككت بوجود الديدان في معدتي، فتناولت مضادا، وبلا فائدة.
بعدها بستة أشهر أصابني إمساك شديد، راجعت الطبيب وأجريت تحليلا للبراز، وكانت النتيجة وجود فطريات من نوع كانديدا، فتناولت العلاج المناسب، وشفيت من الإمساك، ومع الشعور بالجوع أشعر بثقل في رأسي ودوار، وارتخاء الأعصاب، وهذا الشعور يستمر حتى بعد تناول الطعام.
منذ سنة رجعت حالة الإمساك، فلا أشعر بالراحة عند الذهاب إلى الحمام، وأعاني من ضيق التنفس وكثرة الغازات، وحرقة في المعدة، ومنذ ثلاثة أشهر ذهبت إلى الطبيب، وأعطاني أدوية لم أستفد منها، وأجريت تحليلا جديدا للبراز، وكانت النتيجة فطريات في الأمعاء من نوع كانديدا، فأعطاني مضادا للفطريات، فلاجيل وفلوكنازول، وعند انتهاء الدواء رجعت الحالة، فطلب مني الطبيب أخذ الدواء مرة أخرى، وبلا فائدة؛ فقد أصبحت عملية التبرز صعبة جدا وبمقدار بسيط.
علما أني أشعر بطعم مر في فمي، وحرقة في المعدة بعد تناول الطعام، وعدم التركيز، ووجع في الرأس، وخمول دائم وعدم النشاط، وحبوب في جسدي ووجهي، وأشعر أني مصاب بمرض في القولون، وهذا الأمر أصبح يؤثر على دراستي في الجامعة، كوني طالب هندسة.
أسكن في السكن الجامعي، وأتناول الوجبات السريعة، والطعام غير الصحي، ولم أعد أتناول الخضروات، وأعتقد أن هذا أثر على صحتي بشكل كبير، فأنا غير مرتاح نهائيا.
أعنذر جدا عن الإطالة، وأرجو منكم المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يمكن لمن يتناول الحلويات والسكريات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة أن يشعر بالشبع؛ لاحتواء تلك الأطعمة والمشروبات على كمية كبيرة من النشويات والسكريات التي يتم امتصاصها سريعا، وتتحول سريعا في الجسم إلى سكر جلوكوز؛ مما يؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم، فيقوم البنكرياس بإفراز المزيد من هرمون الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن حرق وتخزين وتحويل السكر إلى دهون، فيتم حرق بعض السكر، وتخزين البعض الآخر في صورة جليكوجين، وتحويل الباقي إلى دهون، فتقل نسبة السكر في الدم، فنشعر بالجوع مرة أخرى، وعلى العكس من ذلك، فإن الطعام العادي يظل في المعدة أكثر من ثلاث ساعات، حتى يتم إفراغ المعدة، ويأخذ وقتا أطول في الأمعاء الدقيقة للهضم، فلا يشعر الإنسان بالجوع السريع.
وعقدة حالتك الصحية تم حلها في السطر الأخير من الاستشارة، وهو تعودك على الوجبات السريعة، دون وجود طعام يحتوي على الألياف، مما يؤدي إلى الإمساك، وصعوبة الإخراج، ومشاكل القولون، من الانتفاخ والشعور بالامتلاء، ومن السهل الحصول على الألياف المطلوبة، عن طريق إضافة طبق سلطة إلى وجبة الغذاء يوميا، يحتوي على الخضروات الموجودة في السوق، وتحضيره في السكن، مع إضافة المزيد من زيت الزيتون على السلطات وعلى الأجبان.
مع ضرورة عمل طبق شوربة سريعة من الشوفان والبرغل ظهرا أو مساء، وتناول حبوب الخميرة مع الوجبات، والتي تحتوي على فيتامين ب المركب، بالإضافة إلى بعض الخمائر المطلوبة للهضم وفتح الشهية، مع ضرورة التعود على شرب الماء، وتناول فاكهة الخوخ والتين الطازج، وتناول عصير التين المجفف، ومع ضبط الطعام، والحصول على كمية كافية من الألياف والسوائل سوف تتخلص من الإمساك، وتتغلب على مشاكل القولون -إن شاء الله-.
ولا مانع من تحليل البراز للبحث عن جرثومة المعدة H-Pylori، وفي حال تشخيصها، هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، وهو معروف لدى الأطباء، يمكن تناوله لمدة 14 يوما؛ للقضاء على الجرثومة واستئصالها، ووجود تلك الجرثومة يؤدي إلى الحموضة والشرقة والغثيان وألم المعدة المتكرر، مع ضرورة تجنب التوابل الحارة، والتعود على تناول وجبات خفيفة ومتكررة، والبعد بالطبع عن التدخين.
وفقك الله لما فيه الخير.