لا أشعر بشهوة الجماع وأحس بانعدام الرغبة.. فما سبب ذلك؟

0 251

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ سنة وتسعة أشهر تقريبا، لا أشعر بأي شهوة في الجماع، أحس بانعدام الرغبة تماما، في الثلاثة الأشهر الأولى من زواجي كنت أعاني فيها من الوسواس القهري، وبعد 3 أشهر تناولت علاج للوسواس مدة سنة، العلاج (باروكسات_دقوماتيل_ريدون)، تركت العلاج حسب ما قررت الطبيبة، وشفيت تماما من الوسواس -ولله الحمد-، تركت العلاج منذ 4 أشهر ولا زلت أعاني من انعدام الشهوة، متى يزول أثر العلاج وأجد الرغبة؟ وهل يوجد علاج للبرود؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم قد تؤدي بعض الأدوية النفسية المضادة للقلق والاكتئاب والوسواس القهري إلى بعض البرود الجنسي، ولكن يزول أثر تلك الأدوية بعد التوقف عن تناولها بعد عدة أشهر.

وقضية البرود الجنسي عند المرأة متشعبة ولها أسباب كثيرة وليس فقط تناول بعض العقاقير الطبية، ومنها انشغال الزوجة بالكثير من المسؤوليات في المنزل وخارجه، خصوصا إذا كانت موظفة مع الإرهاق المتواصل، وعدم أخذ قسط كاف من الراحة؛ مما يعتبر عائقا كبيرا أمام إكمال علاقة جنسية دافئة تنتهي بالنشوة الجنسية للزوجة كما للزوج.

والبرود الجنسي أمر شائع في الكثير من النساء؛ حيث يعانين من عدم الوصول للنشوة؛ ولذلك كثيرا ما ترفض بعض النساء العلاقة الجنسية من أساسها؛ لأنها في النهاية لا تصل إلى حد الإشباع الجنسي، وينتهي الأمر بهن إلى كونهن شريك غير متجاوب (مؤدي سلبي) خلال الجماع كجزء من واجبها تجاه زوجها.

والمسألة عموما نسبية فقد تقبل النساء على العملية الجنسية في بداية الزواج بصفة يومية ما لم تكن معذورة بالدورة الشهرية، وقد يظن الزوج أنها أصيبت بالبرود الجنسي إذا قلت مرات الجماع عن ذي قبل، والحقيقة أن الاهتمامات الأخرى من ترتيب المنزل وإعداد الطعام زادت وأصبحت العلاقة الجنسية لدى المرأة في آخر الأولويات لإحساسها بالمسؤولية عن تلك الأمور، وقد ينتهز الزوج تلك الفرصة ويقوم بمساعدة زوجته في أعمال المنزل بما يناسب طبيعته، ويضفي على الجو شيئا من المرح والدعابة قد ينتهي في غرفة النوم.

وفي كثير من الأحيان يرجع سبب في وصول الزوجة إلى البرود الجنسي إلى تصرفات الزوج من عدم اهتمامه بمظهره، أو رائحة فمه سواء بسبب التدخين، ورائحة الطعام، أو بسبب عدم اهتمامه بتنظيف أسانه وفمه المتواصل بمعجون الأسنان مما يؤدي إلى نفور العقل الباطن للزوجة من العملية الجنسية وتنتهي غالبا بمشكلة، أو عتاب، أو فشل في الانتصاب، وتدور الحياة الجنسية في حلقة مفرغة من الرفض، والمشاكل، والعتاب، والشجار.

وقد يحدث البرود الجنسي لدى النساء كنتيجة لجفاف المهبل، أو بسبب الختان الجائر للفتيات بقطع البظر كاملا مما يؤدي إلى البرود، ومن المهم أن يعرف الزوجان أن هناك بعض المناطق الأخرى في جسم المرأة والتي عند إثارتها قد تقوم مقام البظر في الوصول إلى رعشة الجماع مع الكثير من المداعبة، والملاطفة والمساج قبل الإيلاج.

والألم أثناء الجماع في حال وجوده قد يؤثر على حالة الزوجة النفسية؛ مما يؤدي إلى البرود الجنسي عند النساء، وفي حال وجود ألم أثناء الجماع فيمكنك زيارة الطبيبة المعالجة للفحص.

كذلك فإن سوء المعاملة والإهانة من الزوج، أو أفراد العائلة إذا كانت الزوجة تعيش في بيت العائلة الكبير، أو أن الأجواء غير مهيأة للتحرر من بعض الثياب في البيت الكبير قد يؤدي إلى إشاعة جو من عدم الألفة والمحبة، مما يؤدي إلى بعض الشعور بالبرود وعدم الرغبة.

ولذلك لا مانع من مصارحة الزوجة لزوجها في كل الأمور السابقة، ومعرفة ما يحب كل طرف وما يكره، مع اختيار الوقت المناسب للجماع، خصوصا في فجر وبعد الصلاة وقبل الذهاب إلى العمل، وتكون الزوجة قد ارتاحت من عناء ومسؤوليات البيت، ويكون الجو مهيأ للعلاقة الحميمة، مع ضرورة التعبير الدائم عن الحب، وبعض الهدايا، والخروج في النزهات، وجعل الزوجة موضع الاهتمام الأول، كل ذلك يقوي الرغبة في العملية الجنسية، ويساعد في التغلب على مشكلة البرود.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء ووفقكم لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات