السؤال
السلام عليكم.
أعاني منذ أربع سنوات من حالة مرضية ظهرت معي فجأة، بعد ليلة قمت فيها بتدخين الشيشة، وهي استمرار الكحة بشكل دائم، حتى أصبحت شبه عادة عندي، لا تخرج من بالي، كلما تذكرتها قمت بالكحة، (كحة وليس سعالا) بسبب شعوري بأن هناك بلغما أبيض يخرج ربما من الحنجرة، وأحاول إخراجه كأنني أقول: (اححححم).
قمت بزيارة عدة أطباء، أغلبهم يقولون: إن هذه حالة تحسسية، ويصفون لي أدوية مضادات الهيستامين، لكن هناك طبيب وحيد قال: إن هذه الحالة ناتجة عن ارتداد سوائل المريء، وسألني هل تزداد في الليل وتسبب تغيرا في الصوت وبحة؟ قلت: نعم في بعض الأحيان، فقال: هذا هو مرضك، ورأى أن مؤخرة لساني لونها أبيض، وأعطاني دواء Hyposec.
كيف أميز إذا كانت حالتي هي ناتجة عن بلغم من القصبات أو الحنجرة أو أنها ارتداد سوائل مريئية؟ وما هي المضاعفات المترتبة على هذه الحالة؟ وكيف يكون علاجها؟ وهل هي خطيرة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تصفه بالكحة هو نحنحة بالواقع، حيث أنه وبحسب وصفك يخرج من الحنجرة, وأما القشع الذي يخرج من الصدر بعد السعال الحقيقي ولا يخرج مع النحنحة فمصدره الصدر.
بالنسبة للتشخيص التفريقي فهو حقيقة كما ذكر لك الأطباء إما تحسس في الحنجرة أو ارتداد في الحمض المعدي عبر المري صعودا نحو الحنجرة ليسبب التخريش لها، وبالتالي هذا البلغم الذي يستوجب النحنحة لاستخراجه، وأزيد على هذين التشخيصين الالتهاب الجرثومي المزمن في الحنجرة.
بكل الأحوال لا بد من تنظير الحنجرة التلفزيوني في العيادة, حيث هناك علامات يمكن من خلالها التفريق بين الحالتين؛ حيث يكون القسم الخلفي فقط من الحنجرة محمرا في الرجوع الحمضي، بينما تكون كامل الحنجرة محتقنة في التحسس أو الالتهاب الجرثومي المزمن.
كما يجب إجراء صورة للصدر في كل الأحوال، وفحص للقشع مع إجراء اختبار التحسس الدوائي في حالة وجود الالتهاب الجرثومي، وهناك اختبارات شعاعية للمريء والمعدة، بالتصوير الظليل لكشف رجوع الحمض من المعدة للمريء والبلعوم.
لا يوجد ما يمنع من وجود أكثر من سبب مما ذكرت في نفس الوقت في حالتك, ولهذا فالفحص السريري والفحوصات الأخرى التي وصفتها ضرورية للتشخيص.
بالنسبة للمضاعفات فقد يؤدي هذا الالتهاب المزمن في الحنجرة لبحة صوت قد تصبح دائمة، ولا يوجد ما يوحي بالخطر في حالتك، وإنما يجب إجراء الإجراءات التي ذكرتها لاستبانة الوضع وإيجاد العلاج المناسب.
لذا لا داعي للقلق -أخي الكريم-، لعل هذا يكون رادعا لك عن ممارسة التدخين في المستقبل، لتتمكن من الاستمتاع بحياة ملؤها النشاط والعافية.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.