السؤال
السلام عليكم
أنا شخص أثق في نفسي كثيرا، وأتحدث مع الناس وأناقش، وطيب القلب، أتكلم كثيرا، حتى نعتوني بالثرثار، وأهلي يعتمدون علي في أمور حياتهم، وأصدقائي يشاوروني في أمورهم، وكثير من الناس يستغلون طيبتي لتنفيذ مآربهم، وإذا لم أخدمهم ذموني، وأعاني من مشكلتين:
الأولى: إذا شخص أحترمه وأقدره جرحني بكلمة، ينعقد لساني ولا أستطيع الرد عليه، ثم بعد فترة يحضرني الرد، ويكون الموقف قد انتهى، فألوم نفسي.
الثانية: إذا أخطأ شخص في حقي، أو تكلم عني، وقابلته بعد مدة، أتكلم معه طبيعيا، وأنسى ما فعل أو قال، ولا أنتظر منه الاعتذار رغم قباحة الفعل.
والصراحة: لقد تعبت من شخصيتي كثيرا، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أنك طيب القلب، ولكن ليس هذا بالأمر السيء إذا بقي ضمن الحدود المعقولة، وما لم يتسبب هذا في استغلال الناس لك كما ورد في سؤالك.
الموقفان اللذان ذكرت في رسالتك يشيران لحالة من الرهاب الاجتماعي، ففي الأول: عندما يتحدث معك شخص له مكانة، وأنت لا تجد الجواب حاضرا إلا بعد بعض الوقت، فتبدأ تلوم نفسك لأنك لم ترد على كلامه في حينها، وهذا يشير لأمرين: الحساسية أولا، والرهبة الاجتماعية ثانية.
والموقف الثاني: عندما يسيء إليك شخص، فعندما تلتقي به لا تستطيع الرد عليه، ولا تتمكن من فتح الموضوع معه ومطالبته بالاعتذار لك، وهذا أيضا يشير لحالة من الرهبة الاجتماعية، ولذلك تشعر بالحرج من فتح الموضوع معه.
الغالب أنك ستتمكن من تجاوز هذه الحالة، وخاصة إذا انتبهت إلى طبيعة التشخيص، وعرفت أن عليك أن تغير قليلا في هذا الرهاب عن طريق عدم تجنب الحديث، وإنما مواجهة الموضوع والحديث فيه، وإلا فكيف تتعلم الدفاع عن نفسك إن أنت استمررت في تفويت هذه الفرص من التعبير عن نفسك، والتجنب لن ينفعك بشيء، بل على العكس يزيد من الرهاب الاجتماعي.
حاول أن تغير ولو شيئا بسيطا، وهذا لن يكون سهلا في البداية، إلا أن هذا التغير سيزداد مع الوقت، وعليك أن تخفف من مبالغتك في التأكيد على كلام الناس ورأيهم فيك، فإرضاء الناس غاية لا تنال كما يقال، وقم بما هو مطلوب منك، وليقول الناس ما يريدون.
وفقك الله، ويسر لك هذا التغيير.