الوسواس القهري دمر نفسيتي.. فما هو العلاج المناسب لحالتي؟

0 156

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عزباء، عمري 26 سنة، أكملت دراستي الجامعية وتخرجت بتفوق -والحمد لله- أعاني منذ الصغر من خوف شديد من الشياطين، والسحر، والمس، وقبل 4 سنوات قررت الذهاب إلى طبيب نفسي لكي أرتاح من هذا الخوف، مع حالة غريبة وكأن الحياة بلا طعم، لا شيئا يفرحني، ولم أعد أستمتع بما كنت أستمتع به من الخروج والتسوق، وبعد عرض حالتي على الطبيب شخصني بالاكتئاب، ووصف لي سبرالكس 10 ملجم ثم 20 ملجم، وتعالجت تماما من الاكتئاب والحالة التي كنت فيها قبل الذهاب إلى الطبيب.

وقبل سنة وشهرين تقريبا أصابتني حالة من الوساوس واختلال الآنية، عدت إلى الطبيب ذاته وأخبرته بأنني أعاني من الوسواس القهري في الأفكار (ماذا يعني الكون؟ وماذا تعني الأصابع؟ أنا مصابة بمرض السرطان، أنا سأصبح مجنونة)، من هذه الوساوس المزعجة، ووصف لي علاج الباروكسات 30 ملجم لمدة سنة، ودعمه بالرسبال2 ملجم نصف حبة لمدة 5 أسابيع، وتناولته، وفي الأيام الأولى من تناول الباروكسات أصابتني رعشة، وهو تعتبر من الآثار الجانبية لهذا الدواء، وبعد 11 شهرا من تناول الباروكسات عادت الرعشة ذاتها، وتواصلت مع الطبيب وقال لي: يجب علي أن أخفض الجرعة إلى النصف -نصف حبة- من الباروكسات 30 ملجم، وبعد أن أخفضت الجرعة عادت لي وساوس بسيطة ولكنني لم ألتفت إليها، وأصبحت أمارس حياتي مبسوطة ولله الحمد.

لدي مراجعة بعد أسبوعين؛ لأنني أكملت سنة كاملة، وأنا أتناول الباروكسات، ولكنني أريد من موقعكم الكريم أن يصف لي الجرعة الوقائية للباروكسات؛ لأن عيادة الطبيب زحمة جدا فبماذا تنصحوني؟

شاكرة لكم وبارك الله جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت في غربة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي أطلبه منك هو أن تفعلي آلياتك السلوكية لطرد الوسواس، وذلك من خلال: تحقيره، وتجاهله، وعدم مناقشته، وألا تستسلمي أبدا للفكر السلبي، اجعلي فكرك دائما فكرا إيجابيا، أنت إنسانة منجزة، وأكرمك الله تعالى بالتخرج بتفوق، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وقطعا لك مشاركات إيجابية كثيرة داخل أسرتك، هذه الإيجابيات يجب أن تكون هي المحرك الإيجابي لصحتك النفسية.

بالنسبة للعلاج الدوائي: لا شك أن الباروكسات - أو الباروكستين - دواء جيد وممتاز، لكن بكل أسف هذا الدواء لا يمكن استعماله بصورة متقطعة، فالتوقف المفاجئ منه يؤدي إلى آثار انسحابية شديدة تتمثل في الشعور بشيء من الدوخة، والتعرق، وربما القلق.

أفضل شيء هو أن يتم تناول هذا الدواء - الباروكسات/الزيروكسات - بجرعة صغيرة كنوع من الوقاية، وأنا أفضل الزيروكسات CR 12,5 مليجراما، يعني بعد أن تكملي هذه الدورة العلاجية يمكن أن تشاوري الطبيب في تناول الزيروكسات CR، 12,5 مليجراما يوميا، يمكن أن تكون لمدة ستة أشهر أخرى، ثم 12,5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12,5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناوله.

بعض الأخوة يفضلون تناول عقار (بروزاك)، والبروزاك دواء يتميز بأنه ليس له آثار انسحابية، نعم هو ليس الأفضل لعلاج المخاوف والتوترات، لكنه الأفضل لعلاج الاكتئاب والوساوس، ويساعد كثيرا إذا كان الإنسان أصلا في حالة مستقرة، وقطعا الباروكسات أدى إلى استقرار حالتك، فيمكن أن تشاوري طبيبك في الانتقال إلى البروزاك.

والبروزاك كدواء وقائي أنا أؤمن به تماما، لأنه يحمل إفرازات ثانوية مما يعني أنه ليس له أي آثار انسحابية، ويمكن للإنسان أن يتوقف منه فجأة دون أي ارتدادات سلبية.

أضف إلى ذلك أنه يوجد نوع من البروزاك يسمى (بروزاك 90) وهذا يمكن تناوله كبسولة واحدة في الأسبوع، أي أربع كبسولات في الشهر، وهذا يقي الإنسان بصورة ممتازة من الوساوس الاكتئابية وكذلك القلق والتوترات.

عموما هذه مقترحات أقدمها لك، وأنا متأكد أن طبيبك الكريم سوف ينصحك بما هو أجدى وأنفع لحالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات