السؤال
السلام عليكم.
أسأل الله أن يبارك فيكم وفي جهودكم في حل مشاكل المسلمين.
أنا فهد، عمري 22 سنة، أدرس في الجامعة، أعاني من اكتئاب حاد وقلة التركيز، وأرجح أن سبب هذه الأشياء هو سقوطي على رأسي في المرحلة الثانوية سقطة قوية جدا، فقدت الوعي لدقائق، وبعدها بدأت معي حالة الاكتئاب، وقلة الوعي والتركيز والخوف الشديد.
أحد أصدقائي قال لي: بأني متأثر بالأمور التي حولي، حيث أنني طالب جامعي، لا أملك سيارة، وتبعد الجامعة 80 كيلو، وتعرضت لمشاكل وعوائق كثيرة، وأمور نفسية، وكلام وتجريح، ولكني استمريت وكافحت، وأنا بالمستوى الخامس.
ولكني الآن أشعر بالخوف من كل شيء، وتنتابني حالة من الاكتئاب والأرق، فماذا أفعل؟ وما هو الحل برأيكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع، ونسأل الله تعالى أن يوفقك في دراستك وفي كل شؤون حياتك.
الذي عبرت عنه لا أعتقد أنه اكتئاب حاد، بالرغم من احترامي لمشاعرك، لكن أعتقد أن القلق والهواجس والقلق التوقعي على وجه الخصوص هو الذي يهيمن ويسيطر عليك، مما يشعرك بشيء من عسر المزاج. أما المخاوف - أيا كانت اجتماعية أو خلافه - فهي دائما ملازمة للقلق لدى بعض الناس.
أنا أريدك أن تكون إيجابي التفكير، أنت عددت أشياء سلبية كثيرة في رسالتك، ولكنك لم تحدثني عن إيجابياتك، وأنا أعلم أن الإيجابيات لديك كثيرة جدا، فأرجوك أن تركز على الإيجابيات، ما واجهك من متاعب حياتية وأمور تتعلق بالتنشئة: هذا وقت قد مضى وانتهى، وانظر للمستقبل بأمل ورجاء، وعش الحاضر بقوة.
السقوط على الرأس لا أرى قد أثر عليك للدرجة التي تتصورها، وفقدانك للوعي لدقائق قليلة هذا لا يدل أبدا على وجود علة عضوية دماغية حقيقية، وبفضل من الله تعالى بالنسبة للأطفال واليافعين والشباب دائما الرأس له مقاومة قوية جدا لتحمل الكدمات والصدمات، وهذا من رحمة الله وفضله.
فاطمئن -أيها الفاضل الكريم-، لكن إذا شغلك هذا الموضوع لا مانع أن تذهب إلى طبيب، وتجري مثلا أشعة للرأس، وإن كانت لن توضح أي شيء، لكن فقط من أجل الاطمئنان.
أنا أريدك أن تكون إيجابي التوجه، أن تركز على دراستك، أن تنظم وقتك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تمارس رياضة، أن تكون شخصا لك وجود في أسرتك، وتكون شخصا فاعلا ومفيدا لنفسك ولغيرك، بارا بوالديك، فهذا كله مهم.
موضوع عدم وجود السيارة وبعد الجامعة: أعتقد أن هذا الأمر قد تعودت عليه مع صعوبته، وما عليك سوى الصبر لتحقيق هدفك الذي تطمح له.
رحلتك للجامعة يمكن أن تستفيد منها أشياء كثيرة: أن تسبح، أن تستغفر، أن تراجع بعض دروسك، أن تسمع شيئا مفيدا في التليفون مثلا. يمكن أن تستفيد من هذا الوقت، لا تهدره هدرا أو تضيعه هباء، لا، الاستفادة من هذا الوقت ممكن جدا.
أنا أرى أنه لا بأس أبدا من أن تتناول علاجا مضادا للمخاوف وللتوتر وللاكتئاب البسيط، عقار (زيروكسات CR) سيكون مناسبا جدا لك، والجرعة المطلوبة جرعة بسيطة، 12.5 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عنه. ويدعم بعقار (جنبريد)، ويسمى علميا (سلبرايد)، والجرعة هي خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما مساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
هذه أدوية بسيطة وسليمة وفاعلة جدا، وقليلة الآثار الجانبية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وإن قابلت الطبيب ورأى أن يعطيك علاجا دوائيا آخر فلا بأس في ذلك، المهم أن تكون أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، وأن تكون إيجابي التفكير والمشاعر والأفعال، وهذا -أيها الفاضل الكريم- يصنع ويستجلب، لا يأتي لوحده أبدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.