السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي يعاني من الوسواس القهري منذ 10 سنوات، وهو وسواس الخوف من الأمراض، وكل يوم يظن أنه مريض بمرض معين، بعد أسبوعين من المرض راجع طبيبا نفسيا، وصرف له فافرين 50 مل، لمدة أسبوع، ومن ثم 100 مل، وبعد أسبوعين شفي من الوسواس، فتوقف عن العلاج.
أصبحت الحالة تصيبه مرة أو مرتين كل سنتين أو ثلاث سنوات، وقد أصيب بوسواس الخوف من عدم النوم، ويعاني من هذه الحالة ليلة العيد، أو ليلة الدوام بعد الإجازة، أو عند السفر، وبمجرد تناوله للفافرين تختفي الأعراض، ويوقف العلاج، وتصبح حالته جيدة لمدة شهور أو سنة.
هذه المرة أصابته الحالة ليلة العيد، وطلبت منه الاستمرار في أخذ العلاج، وبجرعة 100 ملج يوميا، فتحسنت حالته النفسية، وذهب التوتر والقلق والاكتئاب، ولكنه ما زال يعاني من الخوف، خصوصا ليلة الدوام بعد الإجازة الأسبوعية.
أسئلتي يا طبيبنا الفاضل: ما رأيك بالوضع الذي شرحته؟ وهو يعاني من فيروس كبدي خامل من نوع B، فهل للفافرين تأثير على الكبد؟ وما المدة المناسبة للعلاج؟ وما الطريقة المناسبة للتوقف عن العلاج؟ وما هو العلاج السلوكي لهذه الحالة؟
والله يحفظكم ويرعاكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AHMED حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح جدا أن أخاك يعاني من وسواس قهري، لا شك في ذلك، والوسواس القهري أحيانا قد يتغير بين فترة وأخرى، أي محتوى الوسواس يتغير، مثلا قد يكون الوسواس - مثلا - في الطهارة، وبعد فترة يتحول إلى وسواس في العنف، أو وسواس - مثلا - في المسائل الجنسية، هذا شيء طبيعي في الوسواس، أي أن الوسواس يتغير من وقت لآخر، ولكن يبقى المرض واحدا، وهذا ما حصل مع أخيك.
ذكرت أنه قابل طبيب نفسي وأعطاه الفافرين وتحسن عليه، ولكن بعد ذلك - يا أخي الكريم - أخذت تلعب دور الطبيب بنفسك أنت، وصرت تنصح أخاك بأن يستمر في هذا العلاج لهذه الفترة، من الأفضل أن يستمر أخوك في المتابعة مع الطبيب النفسي مهما كان، وأنا أقدر حرصك الشديد على أخيك، ولكن يجب أن تكون المتابعة مع الطبيب نفسه، لأن الطبيب أقدر على تحديد الجرعة التي يجب أن يتعاطاها أخوك، ويقدر المدة التي يجب أن يستمر أخوك فيها على العلاج.
الفافرين: ليس - حسب علمي - يؤثر على الكبد، الفافرين مشاكله الكثيرة في الجهاز الهضمي، حيث يسبب ألما في المعدة وغثيانا، خاصة في الأيام الأولى من تناوله، ولكن ليست من الأشياء التي مرت علي أو علمتها أو رأيتها مع المرضى تأثيره على الكبد.
الاستمرار في العلاج - يا أخي الكريم - ينبني على التحسن وزوال الأعراض وقراءة مرض المريض بصورة كلية، فمثلا إذا كان المرض يتكرر بصورة دورية وتستمر الأعراض لفترة طويلة، فهنا يجب أن يستمر العلاج لفترة أطول، وأحيانا قد يطلب من المريض الاستمرار في جرعة معينة كنوع من الوقاية؛ لمنع حدوث الانتكاسات، وطبعا طريقة توقف الفافرين هي بالتدرج، ويجب ألا يتم الوقوف عن تناوله فجأة.
العلاج السلوكي للخوف من عدم النوم، هو نفس العلاج السلوكي لمعظم الوسواس، هي طريقة واحدة ومهارات واحدة، بغض النظر عن نوع الوسواس، ويجب أن يكون تحت إشراف معالج نفسي كفؤ، لأنه يتطلب مهارات عالية من المعالج النفسي، لكي تنجح جلسات العلاج السلوكي المعرفي.
وفقك الله وسدد خطاك.