كيف أتخلص من وسواس التصوير وأثق بمن حولي؟

0 148

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 24 عاما، مشكلتي تكمن في شكي أن الشخص الذي أمامي سيقوم بتصويري بدون علمي في أي وقت ومكان، أدى هذا إلى انعزالي وشكي في من حولي، مثلا عند استقبالي لإحدى الصديقات وقيامها باستخدام هاتفها وعدسة الكاميرا باتجاهي أشك فورا أنها التقطت لي صورة، لا أعلم كيف أتخلص من هذه المشكلة؟

كما أنني أكتب هذا الموقف الذي حصل لي مؤخرا وأنا لا أعلم هل فعلا قامت صديقتي بذلك أم لا؟ حتى عند تواجدي في مكان عام وقام أحدهم بالتصوير أظن فورا أنني قد ظهرت في هذه الصورة، أو أمتنع عن الدخول لمكان بظني أن من به يقوم بالتصوير وأني سأظهر فيها، وإن تجرأت وقلت إن هذه وساوس فورا أظن أن الشخص صورني.

مع العلم أنه قبل 6 سنوات كنت أول من ينضم للمجموعة لالتقاط صورة تذكارية، أما الآن فأنا لا أثق بالتصوير مع أي شخص سوى أسرتي الصغيرة.

أحتاج حلا لشكي المستمر، فقد أفكر بما حدث طويلا إلى أن يحصل موقف مماثل آخر أبدأ بالتفكير به.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال على هذا الموقع.

إن تخوفك متفهم هذه الأيام مما نراه ونسمعه عن استعمال الناس للكاميرات والتصوير من دون إذن الشخص الذي في الصورة، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود في الأماكن العامة، ولكن لعلك تدركين أن الأمر قد تجاوز عندك التخوف الطبيعي، مما بدأ يؤثر على تفكيرك ونشاطات حياتك، وبما أنك تسألين عن الحل، فهذه هي الخطوة الأولى في طريق الحل.

من الصعب من خلال ما ورد في سؤالك معرفة سبب ظهور هذه الحالة عندك، وفي هذا الوقت بالذات، هل يا ترى تعرضت لحادث ما يقف وراء هذه الحال، أو بسبب ما تسمعينه من أعمال وفضائح يقوم بها بعض الناس؟ الله أعلم.

من المحتمل أتك تمرين في هذه الأوقات بالذات ببعض الصعوبات والتحديات الحياتية، مما جعلك تشعرين ببعض قلة الأمن والأمان، مما يمكن أن يفسر ظهور هذه الحالة الآن.

ربما أقرب ما نصف هذه الحالة التي عندك بأنها حالة من الرهاب، رهاب أن يقوم أحد بتصويرك، ولذلك تشكين في أي إنسان يحمل الهاتف الجوال، وخاصة عندما يوجهه تجاهك، وهي أيضا حالة من الوسواس والأفكار القهرية، حيث تحاولين أن تفكري بهذه الطريقة إلا أنك لا تستطيعين دفع هذه الفكرة أو صرفها عن ذهنك، ولذلك تقتحم عليك تفكيرك، والأخطر أن هذه الأفكار بدأت تؤثر في تصرفاتك، من حيث تدخلين المكان أو لا تدخليه.

ربما أفضل العلاج هي الطريقة السلوكية في أن تعزمي الأمر على عدم تجنب الدخول في أي مكان ولو كان هناك من يحمل هاتف الجوال أو يصور؛ فالهروب أو الانسحاب أو عدم الدخول لا يحل المشكلة وإنما يعززها ويؤكد هذه المخاوف عندك، لذا المواجهة والدخول سيعطيك الاطمئنان والثقة بالنفس، بحيث أنك تعلمين من يصور ومن لا يصور، ولا تعاملي كل الناس بنفس الأسلوب والطريقة.

ويفيدك أيضا التركيز على ثقتك في نفسك، عن طريق تعزيز الإيجابيات الموجودة عندك، وعن طريق الاعتناء بنفسك بشكل عام من نظام التغذية الصحي والنوم المناسب والأنشطة الرياضية، فهي الأمور مفيدة على الدوام، وبغض النظر عن طبيعة المشكلة التي يعاني منها الإنسان.

أرجو أن يكون في هذا ما يساعدك، وأدعوه تعالى لك بالتوفيق والسداد، وراحة البال.

مواد ذات صلة

الاستشارات