هل يمكنني التغيير وقد بلغت من عمري 23 سنة؟ وكيف ذلك؟

0 238

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب جامعي مقبل على التخرج، وللأسف لم أنجز إلا القليل من مذكرة التخرج.

منذ سنين وأنا مدمن للأفلام الإباحية، وأمارس بعدها العادة السرية, كنت أتركها لوقت طويل أحيانا ثم ما ألبث أن أعود إليها، ولكنني عازم بإذن الله على تركها منذ اليوم.

كما أعاني من التسويف كثيرا، وتضييع وقتي على الإنترنت بلا فائدة تذكر، وكذا أعاني من عدم الخشوع في الصلاة، وللأسف أنا هاجر للقرآن منذ زمن طويل، وغيرها من المعاصي، ولكنني أريد التغير -إن شاء الله-، وقد بلغت 23 سنة، فهل يمكنني ذلك؟

أريد إتمام المذكرة، والنجاح في دراستي في علم دنيوي، وأريد طلب العلم الشرعي، وحفظ القرآن، وأصارحكم أني لم أعرف من العلم الشرعي إلا أسماء بعض الكتب ومناهج طلب العلم دون البداية في الطلب، فلا أعرف حتى أبسط أحكام الدين، وهذا منذ سنوات، ولا أحفظ حتى جزء عم، واشتغلت في فترة من حياتي بتتبع الكلام في الدعاة والمشايخ في الإنترنت، ولكنني أريد التوبة والبدء من جديد، فهل يسعني الآن في 23 من العمر طلب العلم الشرعي، وحفظ القرآن، بالإضافة إلى دراستي الجامعية، وكذا تعلم بعض اللغة الإنجليزية للحاجة إليها؟

وكيف أجمع بين هذه الأمور؟ وكم أخصص من الوقت يوميا لكل أمر من هذه الأمور: دراستي الجامعية، مذكرة التخرج، طلب العلم الشرعي، حفظ القرآن، تعلم الإنجليزية!؟

أريد وقتا معينا أخصصه يوميا لهذه الأمور، لأنني كما ذكرت سابقا إن لم أخصص وقتا ما فإنني أسوف وأترك ما أنا بصدده (أقصد مثلا ساعة لحفظ القرآن أو غير ذلك)، حسب ما ترونه مناسبا وكافيا لإتمام ما ذكرته، وحبذا لو ذكرتم نظاما يوميا لتنظيم الوقت ألتزم به.

وهل من نصائح للثبات وعدم الرجوع للأفلام الإباحية والعادة السرية والمعاصي؟ فأنا أريدها رجعة صادقة هذه المرة؟

وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه من ضعف في التدين، وقلة الخشوع، وشتات في الذهن، وكسل عن الإنجاز، أثر من آثار المعاصي التي تقترفها، وخاصة إدمان النظر في الأفلام الإباحية التي تفسد الفطرة، وتقسي القلب، وتميت الاستقامة.

والغريب أنك ذكرت بأنك متزوج، فكيف يقع منك ذلك وعندك الحلال الذي يغنيك عن الحرام؟ إلا إذا كانت زوجتك بعيدة عنك!

وعلى كل حال، اعترافك بالذنب ورغبتك في التوبة دليل على وجود الخير في نفسك، فنبشرك أن باب التوبة مفتوح ولا يغلق عن العبد إلا إذا بلغت الروح الحلقوم.

وما زلت شابا تستطيع أن تتغير للأفضل وتنجح في برامجك الدينية والدنيوية إذا صدقت مع الله في ذلك.

وبخصوص البرنامج فهو سهل إذا صلحت حالك، واستقامت على الطاعة نفسك، فستجد نشاطا وحيوية في تطبيقه؛ لأن المعاصي تورث الكسل والعجز لصاحبها، وننصحك:

- بالابتعاد عن أماكن المعصية، والصحبة السيئة التي سببت لك الانحراف سابقا.
- وعليك بالاجتهاد في الطاعة والبرامج الإيمانية اليومية، وحبذا لو تكون جماعية مع رفقة صالحة، من خلال مركز إسلامي أو حلقة تحفيظ أو نحوها؛ حتى تنشط في أدائها معهم.
- فإذا وجدت نفسك استقامت، وإيمانك قوي، وشعرت بالطمأنينة والسعادة، بعدها ضع برنامجا تطويريا وعلميا لنفسك حسب قدرتك ومستواك العلمي.
- وتدرج مع نفسك من الأقل إلى الأكثر، ومن الأسهل إلى الأصعب، حتى تستقيم لك وتنطلق.
- وعليك بالإخلاص في ذلك كله؛ حتى يقبل عملك، وتجد أثره على حياتك.
- واستغل العطل في حضور البرامج الدينية التوعوية العامة، وكذلك في حفظ ما تيسر من القران ودراسة العلوم الشرعية.
- وبإمكانك تقسيم وقتك بين الدراسة والبحث والحفظ والمذاكرة بحسب رغبة النفس ونشاطها، ولا يوجد برنامج محدد يطبق على كل الناس، بل يختلف من شخص لآخر حسب مستواه وظرفه وقدرته...الخ.
- احرص على النوم مبكرا، واجعل لك نصيب من صلاة الليل تراجع فيه ما حفظت من القرآن في النهار، حتى يثبت في صدرك.
- قم لصلاة الفجر في وقتها، واحرص على أذكار الصباح بعدها، واحفظ ما تيسر من القرآن.
- وفي فترة الصباح والظهيرة رتبها لبحثك ودراستك النظامية، ولا تنسى دعاء المساء، واستغلال بين مغرب وعشاء في المراجعة والاستفادة من دروس العلم الشرعية.
- حاول أن ترتبط بمركز شرعي أو شيخ علم موثوق تدرس على يديه بعض علوم الدين للتفقه فيها.
- واحرص على الإخلاص في ذلك كله، حتى تنتفع منه ويكون له أثر عليك.
- أكثر من الطاعات والدعاء، والبعد عن أماكن الفتنة وأسبابها، حتى يكتب الله لك الثبات والاستقامة.
- كلما حدثتك نفسك بالعودة للذنب ذكرها بالموت والآخرة والوقوف بين يدي الله.
- احرص على أن تكون زوجتك معك حتى تحصنك من الفتن.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات