السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة بالعشرين، مشكلتي هي أن زوجة أخي حاقدة علي حقدا دفينا منذ بداية خطبتها إلى اليوم منذ ٤ سنين تقريبا، وتكيد لي بالخفاء كيدا عظيما، وجعلت الناس يتجسسون علي في حياتي كلها، حتى حياتي اليومية لم تسلم من شرها، وشر أعوانها، وتشيع عني الإشاعات، و فضحت كل أسراري عند كل أقاربنا، وعرفت كل مشاكلي مع أهلي من بعض الأقارب الذين يسكنون معنا، وأيضا جعلت أخي يبوح لها بكل مشاكلي وأسراري ومشاكل أهلي الخاصة والقديمة أيضا، وهدفها من ذلك حتى لا يتقدم لخطبتي أحد، ولا أتزوج أبدا.
وسبب حقدها أنه في بداية خطوبة أخي حدثت مشاجرة بين زوجتي أعمامي، إحداهن التي تحقد علي، فقمت أنا وأهلي للفصل بينهن وتهدئتهن، فظنت زوجة عمي الحاقدة أني أقف في صف الأخرى ضدها، فحقدت أكثر وأكثر، ومن يومها وهي تسلط علي زوجة أخي، وتشوه سمعتي، وتنشر حولي الشائعات، وبدأت بتحريض أخي ضدي، وجعلت أهلي جواسيس علي، وعندما أرادت خالتي إرسال عريس لي، متدين وخلوق حسدتني، وغارت مني، وجعلت أخي يفسد أبي علي كي يمنعني من استقبال العريس وأمه وحرماني من الزواج.
وبدأت بتشويه صورتي أمام الأقارب، وتنشر الإشاعة عني بأني مصابة بمرض نفسي، حقدا علي، وحسدا لي، وانتقاما مني، فكيف أتخلص من حقد وشر زوجة أخي ومن سلطتها على زوجة عمي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لبنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لعل في وصفك للحال بعض المبالغة، ولعلك كتبت الرسالة في ساعة غضب، مما جعلك تكررين الوصف والألفاظ، وقد يكون لديك مشكلة نفسية جعلتك بهذا الوضع، والأمور العائلية تحتاج لصبر ووصف واقعي حتى تعالج.
أنصحك بالهدوء والبحث في الأسباب بطريقة موضوعية ومنصفة، ومن ثم معالجة الأسباب التي أوصلتكم إلى هذا الوضع، ولا تنفردي بالموضوع وحدك؛ لأنه أصبح كما تقولين يخص الأسرة كلها.
اجلسوا مع بعض انت وأمك وإخوانك وأخواتك على انفراد، وتحاوروا بهدوء حول الأمر بدون علم زوجة أخيك، ومعرفة السبب، ومن المخطئ؟ وعالجوا الوضع بهدوء.
فإذا كان السبب في المشاكل هي زوجة الأخ فعلا وكذا عمتك، وتحققتم من الأمر؛ فيمكن مواجهتهم بطريقة جماعية منكم مباشرة بالأمر إن أمكن ومعالجته، أو عن طريق طرف ثالث تختارونه يصلح بينكم، ويطلب من المخطئ الاعتذار وكف الأذى.
وأنصحكم مع هذا كله بالصبر والتثبت وحسن الظن بالآخرين، والتعامل الحسن معهم حتى وإن وصل منهم لكم خطأ، لأن التعامل الحسن مع المسيء يجعله يتوقف ويقع في الحرج من الإيذاء ثم يتحول إلى صديق حميم كما قال تعالى: ﴿ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم﴾[فصلت: ٣٤]، وخاصة الإحسان إلى القرابة مع أذيتهم يؤثر فيهم، ويكسب العبد الأجر، وينتصر عليهم بعد ذلك، فعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك) رواه مسلم في صحيحة.
فهذا الرجل يقول أتحمل إساءتهم وهم يمعنون في الإساءة والتعدي والجهل علي، فقال له رسول الله : (لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل)، يعني: كأنك تطعمهم الرماد الحار، إما باعتبار ما يلحقهم من الإثم؛ بسبب ما يقابلون به هذا الإحسان والصلة، فهم يأثمون بسبب إساءتهم وعدوانهم ابتداء فضلا عن أن يكون ذلك مقابل الصلة والإحسان، وإما أن يكون (فكأنما تسفهم المل) بمعنى أن هذا التصرف يحرجهم غاية الإحراج، بمعنى يوقفهم عند حدهم مستقبلا، والله أعلم.
وننصحك أيضا بعدم الانكفاء على نفسك والانطواء، وشاركي العائلة في برامجهما، وتعرفي على من حولك، وثقي في نفسك وابتعدي عن الخواطر السيئة، وأملي خيرا في الله، ولا تيأسي في موضوع الزواج، فالأمر بيد الله، وله وقت محدد حينما يقدره الله لك سيأتي.
وعليك بالذكر والتسبيح وقراءة القران كلما شعرت بشيء من الضيق والقلق، أو جاءتك الخواطر السيئة.
ولا تنشغلي بما يقوله الآخرون عنك، بل علاج ذلك التغافل والنسيان والصفح والعفو، وستجدين راحة في نفسك واستقرارا، وستشعرين بالرضى والطمأنينة بإذن الله تعالى.
وفقك الله لما يحب ويرضى.