أشعر بالعجز عن التغير، وأن الملل والفراغ والروتين سيقتلني

0 259

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، عمري 20 سنة، مشكلتي أني لا أفعل أي شيء في حياتي، أعيش كل الأيام مكررة مثل الذي ينتظر معجزة تخرجه من الذي يعانيه، لا أفعل شيئا، آكل وأشرب، أستمع إلى الأغاني، وأنام كثيرا، فالنوم يأخذ كل وقتي وحياتي، وعندما أستيقظ أشعر بخمول كبير، وهذا يجعلني لا أستطيع فعل أي شيء في حياتي.

التزمت بالصلاة منذ فترة طويلة، ولم أكن أترك فرضا، أصلي بخشوع وحضور كبيرين، ولكني الآن أصبحت أصلي بخمول وعدم تركيز تام، بل وصل بي الكسل إلى أن لا أقوم إلى الصلاة، فأصبحت أقطع في الصلوات كثيرا، مع أني أملك الكثير من الطموح، وشخصيتي فكاهية جدا، ومن يجلس معي يقول بأنه سعيد ومستمتع، ومع هذا فأنا أبتعد عن الناس، ولا أجلس معهم إلا إذا احتاج الأمر.

أنا حقا أشعر بالعجز، والكسل، وتلاشي الأحلام، وعدم الإنجاز، أقضي وقتي كله في غرفتي، أشاهد شيئا، أو أستمع للأغاني، كما أني أعاني من أحلام اليقظة كثيرا، فأقضي وقتي بتخيل شخصيات وأتعايش معها، وهذا يستمر لساعات كثيرة.

لم أكن هكذا سابقا، كنت فتاة اجتماعية محبة للجميع، وكنت في أوقات فراغي أطور من نفسي، وأقرأ، أو أتعلم، أو ألعب أي شيء.

كنت قريبة من ربي كثيرا، أما الآن فهناك مسافات بيني وبينه، لا أقرأ القرآن ولا الأذكار، ولا أدعو كثيرا، عدا عن عدم خشوعي في الصلاة.

أشعر بأني أفقد طعم الحياة، حزينة ولا أشعر بالسعادة، أشعر بأن أي شيء سوف أفعله لن ينفع، ولا يوجد ما قد يخرجني من هنا، لم أعد أملك ثقة في نفسي أبدا.

بعد كل هذا أذهب وأصلي وأقول سأبدأ يوما جديدا، وأفعل هذا وهذا، ولكن يعود كل شيء إلى سابق عهده بمجرد أن أنام، حيث أستيقظ متعبة ولا أريد شيئا من الحياة سوى الجلوس وعدم فعل شيء.

أعتذر عن كل هذا الكلام، وعدم توضيح كل شيء، لكني حقا مشتتة، وأرجو أن تساعدوني في هذا.

مع كل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Batool حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بما تعانيه في نفسك وحياتك، وبالرغم من عدم رغبتك بفعل أي شيء -أعانك الله، وأمدك بالقوة- للخروج من هذه الحالة، وهذا ممكن تماما.

إذا كنت تنتظرين معجزة، فهي لا شك ستأتي من داخلك ومن نفسك، وليس من الخارج "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

إن البقاء في البيت أو في الغرفة لا يصيب الإنسان إلا بالمزيد من الاكتئاب والمشاعر السلبية والإحباط، ويتنامى عنده الشعور بالعطالة وعدم الفاعلية، فربما أول ما عليك القيام به: الخروج للحياة، والبحث عما تريدين فعله، وخاصة في نطاق الدراسة والتعلم والتدريب، فأنت في العشرين من العمر، وأمامك الفرص، ولكن عليك الإقدام عليها، فهي لن تأتي من نفسها.

تواصلي مع صديقاتك، وخاصة من صاحبات الطاقة الإيجابية، واللواتي يشعرنك بالقيمة والاهتمام والحماس، وبالرغبة في فعل شيء، والخروج من هذه العزلة.

ومن الضروري أن يكون عندك ما تتطلعين إليه من يوم لآخر، وما يجعلك تستيقظين صباحا باكرا للبحث عنه والاهتمام به، سواء دراسة أو مهنة، أو هواية، أو حتى مجرد صداقات، بينما غياب هذه الأمور يورث الكسل والخمول وضعف الرغبة والعزيمة.

مارسي الرياضة؛ فهي مضادة للاكتئاب، وخاصة الألعاب الجماعية، وإلا فحتى التدريبات الفردية: كالمشي والركض، فهي مفيدة جدا، وتزيد الدافعية والحماس، والرغبة بالعمل، والإنجاز والعطاء.

ولا شك أن القراءة أيضا من الأمور المفيدة جدا في بناء الدافعية، وتذكري أن القراءة عن العمل تشجع عادة على العمل، والقراءة عن الدافعية تعطي الدافعية.

ومما سيمكنك من القيام بكل هذا أنك -ولله الحمد- وبالرغم من الظروف النفسية القاسية التي مررت بها، فقد حافظت على صلتك بالله تعالى، بالرغم من ضعف الحماس، والذي سيعود بعون الله.

ويمكنك أن تبدئي بكل هذا صباح الغد، إن لم يكن اليوم، وأصعب شيء أو خطوة هي الخطوة الأولى، وستصبح الخطوات التالية أسهل وأسهل.

وإذا كان عندك قريبة أو صديقة أكبر منك قليلا، وناجحة لحد ما في الحياة، فلا بأس أن تتخذينها قدوة موجهة لك، تستشيريها وتسأليها لتتابع معك.

وفقك الله، وإن شاء الله نسمع منك الأخبار الطيبة الإيجابية في أقرب وقت.

قال تعال: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين".

والله ولي التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات