أعاني من الخوف من المشاكل ومن مواجهة الآخرين، فما العلاج؟

0 198

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من الخوف من مواجهة الآخرين، والخوف من المشاكل، لدرجة أنني تركت عملي بسبب مشكلة حدثت في العمل، فهربت منها خوفا وتركت العمل، والآن لدي عمل، ولكن حدثت لي مشكلة، فقررت ترك العمل أيضا.

مررت بظروف صعبة في صغري أثرت علي كثيرا، والخوف الذي أعاني منه بصفة عامة جعلني مظلومة دائما، وأخشى المطالبة بحقي، وأخشى الخروج والاختلاط بالناس، فما نصحكم لي لكي أغير شخصيتي، وأتخلص من هذا الخوف؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا على هذا الموقع، أعانك الله وخفف عنك.

إن هذا الخوف الذي تتحدثين عنه هو في الحقيقة عرض لنوع معين من الرهاب، وهو الرهاب الاجتماعي، فتوضيح هذا الأمر في غاية الأهمية، لكي لا يعيش المصاب فترة طويلة وهو لا يدري ما هي المشكلة، أو يسأل نفسه عن سبب ارتباكه من مواجهة الناس.

وقد أعجبني فيك عزمك على الخروج من هذا الحال، وتقرير الاختلاط والتعامل مع الناس، بدلا من الانسحاب والهروب، إما بترك العمل، أو تجنب لغثاء الناس، والأخطر حبس النفس في البيت، وبعض المصابين بالرهاب الاجتماعي قد يصل لمرحلة لا يعود يخرج فيها من البيت إلا للضرورة القصوى، والتي لا مفر له إلا الخروج.

ويقوم علاج الرهاب الاجتماعي بشكل رئيسي على العلاج السلوكي عن طريق الخروج ومقابلة الناس، وعدم الانسحاب أو الهروب أو التجنب، بل الحرص كل الحرص على عدم تفويت فرصة للقاء الناس، حتى يصبح الأمر عادي وفي غاية البساطة، وطبعا لن يكون الأمر سهلا بسيطا في البداية، فمن الطبيعي أن تشعرب بالحرج والارتباك بداية، ولكن مع مرور الوقت وزيادة التجارب ستشعرين بالراحة والاعتياد، حتى قد تصلين لمرحلة تضحكين فيها عندما تتذكري كيف كنت تخافي من هذا الأمر الذي أصبح عادي بالنسبك لك، وبل قد تصلي لمرحلة تعرضين فيها مساعدتك للذين يعانون من هذا الرهاب الاجتماعي، والذي قد يدمر حياة الإنسان، فلا تعود عنده أي نوع من الحياة الاجتماعية الطبيعية، ويقدم هذا العلاج السلوكي الشخص نفسه، أو بمساعدة الأخصائي النفسي، أو الطبيب النفسي.

وأحيانا، وخاصة عندما لا يستجيب المصاب لمجرد العلاج السلوكي، قد نستعمل معه العلاج الدوائي، فهناك عدد من الأدوية النفسية التي تخفف هذه الأعراض، مما يشجع المصاب على الخروج ومقابلة الآخرين، وننصح عادة أن يصف هذا الدواء الطبيب النفسي، وهو بالإضافة للشرح عن طبيعة الرهاب، يتابع معك العلاج، ومتى يمكن إيقاف الدواء بالشكل الآمن والسليم، ومن دون أن تنتكس الأعراض.

وللاستزادة في هذا الموضوع يمكن مراجعة كتابي: "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك"، وهو متوفر عندكم في مكتبات جرير.

وفقك الله، وكتب لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات