السؤال
السلام عليكم..
أعاني منذ فترة من ألم في الرأس، بالتحديد فوق الأذن والعين في الجهة اليسرى من الرأس، مترافقا مع ألم في العين اليسرى، وتدمع مرة تلو مرة، هذا الألم ليس حادا، ولكنه مزعج جدا وخصوصا في المنطقة العلوية والخلفية من المخ، لدرجة تدفعني للعصبية، وأحيانا البكاء، ومرة من عدم التركيز، وأحيانا للنسيان وألم في أعصاب العنق، والمشكلة أني لا أستطيع تحديد أوقات الألم، أي أنه أحيانا وخصوصا بعد جرح كرامتي من طرف زوجتي بتصرفاتها، ويستمر بعدها الألم بأسبوع، وأحيانا عند النوم، وأحيانا أخرى عندما أفكر في أخطاء زوجتي الغير مبررة، فقد كنت أدخن، وانقطعت عنه مدة ثمانية سنوات، ومدمن على القهوة، وليس مترافقا مع قيء أو أي عوارض أخرى.
وبالنسبة للعينين: فأنا متأكد من عدم وجود أي خلل فيها، وقد راجعت طبيب العيون، وقال قد يكون صداعا نصفيا، وأحيانا أشعر بأني أريد اقتلاع هذا العرق ربما أو العصب لا أدري.
فأثناء الألم أشعر بأنه ينبض بشدة أكثر في الجهة اليمنى، هذا الألم لم يسبق له أن انتشر إلى الجهة اليمنى أبدا، والآن أصبح في الجهة اليسرى من الرأس، أظنكم قد علمتم المنطقة التي أشعر فيها بالألم، فأنا لا أعرف اسمها العلمي.
ملاحظة: أنا عصبي بطبعي، سريع الهيجان والتوتر، وأعاني من الوسواس القهري، فأرجو إرشادي ما هو نوع المرض؟ وهل هو صداع نصفي؟ وإن كان كذلك، فما نوعه؟ وإذا أردت الذهاب إلى الطبيب، فماذا يجب أن يكون اختصاصه؟
كل الشكر لكم ولجهودكم، بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
منطقة الرأس معروف تماما أن أي علة حتى ولو بسيطة في العينين أو الأسنان أو الأذنين أو الجيوب الأنفية؛ قد تؤدي أي علة في هذه الأعضاء إلى انقباضات عضلية تظهر في شكل ألم بالرأس، وهنالك أسباب أخرى كثيرة، وآلام الرأس قد تكون آلاما موضوعية، أي أن سببها علة في منطقة الرأس ذاته، أو قد تكون ناتجة من علل أخرى بالجسد، مثلا ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات قد يؤدي إلى الصداع، وسوء الهضم أيضا في بعض الأحيان قد يؤدي إلى الصداع، وهكذا.
من خلال تدارسي لحالتك هذه أقول لك: حتى وإن كان لديك شيء بسيط من ألم العين، أو حتى الصداع النصفي، فإن الجانب النفسي والعصبي لديك واضح جدا، والجانب العصبي والنفسي يؤدي إلى ما نسميه بالصداع العصبي أو الصداع التوتري، لأن الأصل فيه هو أن الإنسان حين يقلق وتتوتر نفسه تتوتر أعضاء وعضلات معينة في الجسم، ومنها عضلة فروة الرأس، وهي عضلة كبيرة جدا، مما يجعل الإنسان يحس بالصداع.
والصداع قد يكون مختلطا، وأنا أرى أن صداعك غالبا يكون من النوع المختلط، أي أن العصبية والتوتر لعبت فيه دورا، وربما يكون فيه شيء بسيط من سمات الصداع النصفي، وربما العلة البسيطة في العين أيضا ساهمت في هذا الصداع، فإذا هو تجمع لأشياء أو أسباب متعددة.
وأقول لك –أيها الفاضل الكريم-: اذهب إلى طبيب الأمراض العصبية ليقوم بفحصك، وسوف يؤكد لك نوعية الصداع هذا، وسوف يعطيك العلاج اللازم.
وفي جميع الحالات ما دام لديك في الأصل وساوس، وما دمت سريع الانفعالات النفسية السلبية، فهنا أيضا أنت محتاج لأحد مضادات القلق والتوتر، وهي كثيرة، ومن أفضلها العقار الذي يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد) دواء بسيط جدا، تحتاج أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر ونصف، ثم تتوقف عن تناوله، لكن لا أريدك أن تبدأ في تناول هذا الدواء قبل مقابلة طبيب الأعصاب، إن أقرك عليه فتناوله، وإن رأى أن الدواء الذي سوف يناسبك دواء آخر فأرجو أن تتبع إرشاده.
وبصفة عامة حاول أن تكون شخصا مسترخيا بقدر المستطاع، عبر عن ذاتك، لا تحتقن داخليا، لا تغضب بقدر المستطاع، مارس التمارين الرياضية، والتمارين الاسترخائية، والتواصل الاجتماعي الجيد أيضا يفيدك، حاول أن تتجاوز الصعوبات الموجودة في علاقتك بالفاضلة زوجتك، انصح، وجه، آزر، ساند، فهذا كله –أخي الكريم– يساعدها، مما ينعكس بصورة إيجابية جدا عليك وعلى أسرتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.