السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أنا شاب، أعاني من مرض الاكتئاب ثنائي القطب أو ما يسمى الاكتئاب المطبق، وأعيش الآن في قمته، وأرغب في تجربة دواء الكيتامين، فقد سمعت من خلال الدراسات والأبحاث أنه علاج جيد.
أريد يا دكتور محمد معرفة: هل يوجد هذا العلاج في السعودية، أو في الدول العربية، وهل يوجد في العيادات الخارجية؟ وإن وجد بالعيادات الخارجية فأريد اسم عيادة يتوفر فيها هذا الدواء، وطبيب يتبني هذا العلاج، وما مقدار تكلفته؟ أرجو الإجابة بأسرع وقت، فأنا أعاني جدا من هذا المرض اللعين الذي دمر حياتي، والظاهر أنه لن يجدي معي غيره، أو العلاج بالكهرباء.
كما أرغب بالاستفسار عن هذه الأدوية:
دواء Rapastinel
ودواء glyx-13
هذه الأدوية تم اكتشافها حديثا، فهل تم طرحهما في الأسواق أم لا؟ لأنني سمعت أنه قد تم الانتهاء من تجربتهما، وسيتم طرحهما بالأسواق بداية عام 2017، وهل توجد تلك الأدوية في أسواقنا العربية؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله تعالى لك العافية، -ويا أخي-: أنا أرحب بك حقيقة، وجزاك الله خيرا أنك قد أحسنت الظن بنا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.
بالنسبة (للكيتامين) أثير حوله ضجة كبيرة، في أنه علاج ناجع للاكتئاب، والذي أود أن أؤكده لك أنه بالفعل يفيد في حالات الاكتئاب، لكن على المدى القصير والقصير جدا، أي أنه قد يخرج الإنسان من نوبة اكتئابية حادة، لكن فعاليته لا تظل طويلة، بل قصيرة جدا، لذا يعطى في بعض الحالات الطارئة كعلاج إسعافي، وحقيقة ليس لي أبدا معلومة إذا كان متوفرا في السعودية أم لا، لكن هذا الدواء دواء قديم، ليس جديدا أبدا، ويستعمل الآن بكثرة في أقسام الطوارئ في المستشفيات، وقد وجد أنه مفيد جدا في تهدئة حالات العصبية الشديدة والتوتر الشديد، أصبح يعطى الآن كمهدىء في جميع أقسام الطوارىء للمستشفيات الكبيرة تقريبا في معظم دول الخليج.
فالذي أراه من الأفضل أن تتواصل مع مستشفى حكومي بخصوص استعماله، لكنني أيضا -أخي الفاضل- لا أريد أن أبعث لك برسائل إيجابية تعقد عليها آمالا دون أن تكون هنالك ثوابت علمية حقيقية حول الكيتامين، الذي أعرفه، والذي هو مؤكد أنه يفيد في بعض حالات الاكتئاب، لكن فائدته قصيرة الأمد، وقصيرة المدى، ولا يمكن أن نقول أنه علاجا شافيا، وهنالك أيضا بعض المحاذير الشديدة حول استعماله في حالات الاكتئاب، أو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأنه قد يدخل الإنسان في القطب الهوسي أو حتى القطب الذهاني.
هذا -يا أخي- هو الأمر الذي أريد أن أذكره لك، وأعتقد أن العلاج عن طريق مثبتات المزاج -بشرط أن تكون بجرعة صحيحة- سيكون هو الأفضل، وليس هنالك ما يمنع أن تستعمل مضادات الاكتئاب، ولكن استعمالها يجب أن يكون بحذر، لأنها قد تدخل الإنسان في القطب الانشراحي أو الهوسي، ومضادات الاكتئاب المتفق عليها للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هي:
الزيروكسات/الباروكسات، وكذلك الببربيون، والذي يعرف تجاريا باسم (ويلبيوترين)، لكن ليس هنالك ما يمنع استعمال المضادات الاكتئابية الأخرى بحذر، والآن توجد أبحاث كثيرة جدا، ودلائل عملية أن عقار (إيمسلبرايد)، والذي يعرف تجاريا باسم (سوليان) مفيد في كثير من حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، والتي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
ويا -أخي الكريم-: عش دائما على الأمل والرجاء، والإصرار على هزيمة الاكتئاب، هذا منفذ سلوكي مهم ومهم جدا، بالنسبة للدوائين: لم يطرحا حتى الآن في الأسواق، على الأقل في أسواق الخليج، والأدوية المتاحة الآن أعتقد أنها جيدة لدرجة كبيرة، وحتى الأدوية التي يتم الحديث عنها مستقبلا لم تثبت حتى الآن فعاليتها المطلقة.
ومن الملاحظ أن شركات الأدوية ليس لها جديد حقيقة، إنما هو بعض التعديلات التي تجرى في تركيبة الأدوية الموجودة، أو طرق استعمالها، مثلا هنالك دواء ممتاز جدا لعلاج الذهان ظهر في شكل حبوب، وبعد سنة ونصف جعلته الشركة يكون في شكل إبر، تعطى كل أسبوعين، ثم أتت بتركيبة مغايرة بشكل بسيط، أو قليلة للتركيبة السابقة، وجعلت الدواء يعطى كل شهر، والآن طرحوا منتجا تعطى منه الإبرة مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وهذا حقيقة يساعد الناس، أنا لا أنكر فضل ذلك أبدا، يعني المريض الذي يتردد في أخذ الدواء، ولا يلتزم بذلك، إذا أعطى أربع إبر في السنة، فهذا قد اختصر عليه الطريق تماما، لكن لا نستطيع أن نقول أن المكونات الرئيسية للدواء قد تغيرت، إنما طرق استعماله هي التي تغيرت، أو حدث هنالك نوع من التحويرات أو التحورات البسيطة في التركيبة الكيميائية، لكن في ذات الوقت هنالك شركات دوائية تبحث، وهناك جد وهنالك اجتهاد، عسى أن يأتي فتح، أو نوع من المركبات الجديدة التي تفيد الإنسان.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.