السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، أعاني من وجود حب الشباب في الوجه وفي الظهر بكثرة، لدرجة أن الدم يخرج من تلك الحبوب وتمتلىء بها ملابسي الداخلية، وقبل فترة كنت خارج البلاد للدراسة، وكنت لا آكل الدجاج إلا نادرا، فخفت تلك الحبوب كثيرا من الوجه والظهر، ولكنني عندما عدت إلى السعودية بدأت بأكل الدجاج مرة أخرى، فعادت لي تلك الحبوب بكثرة في الظهر، مع حكة شديدة، ونزول الدم منها.
انتبهت لذلك الشيء عدة مرات، وكان السبب هو أكل الدجاج، وأعطاني الطبيب في السابق دواء أستمر عليه لمدة 6 أشهر، ولكنه قال لي: قد يعود حب الشباب بعد فترة، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، ويختلف نوع الإصابة سواء كانت: (حبوب حمراء، أو صديدية، أو رؤؤس سوداء، أو بيضاء، أو تكيسات، أو غيرها) من شخص إلى آخر، وكذلك تختلف شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض، هل هو محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل: الظهر والأكتاف والصدر، من مريض إلى آخر.
ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثار أو ندبا، وأتصور من خلال وصفك للمشكلة التي تعاني منها أنك تعاني من النوع الشديد الملتهب الواسع الانتشار لشموله الظهر، وتناول الدجاج ليس من الأسباب المتعارف عليها لحب الشباب، فلا تقلق، و لا تحرم نفسك من تناولها، ولكن بدون إسراف، وضمن غذاء صحي متكامل.
النوع الذي تعاني منه قد يستلزم تناول العقار "Isotrtinoin" الذي ناقشه معك طبيبك المعالج سابقا، لصعوبة السيطرة على المشكلة التي تعاني منها بالعلاجات الموضعية؛ وإليك المعلومات المهمة عن ذلك العقار قبل الإقدام على استخدامه.
عقار Isotrtinoin، أو ما يعرف بالروكتان، أو الريتان هو مشتق من فيتامين (أ)، وهو علاج فعال، ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا في الجلد بعد الالتئام، ويوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي، والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب Nodulocystic acne.
ولكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية، والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وقد يعطي لك الطبيب كتيبا فيه المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.
لا يمكن أن تتناول ذلك العلاج من تلقاء نفسك، ويجب تقييم الحالة جيدا بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لمعرفة مدى احتياجك للعلاج بذلك العقار، وشرح كل الأمور المتعلقة به بشكل واف، وكذلك كيفية المتابعة -كما ذكرت سابقا- وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج؛ فيجب أن تتناوله بالجرعة اليومية والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب وزنك، والمدة المقررة لاستعمال العلاج يكون في حدود 6 أشهر، وقد تتحسن بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا فقد تعاود المشكلة الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن، وحجم الغدد الدهنية بالجلد.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.