السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب عمري 32 سنة، غير مدخن، منذ أسبوع أصبت بعرق وغثيان ودوخة شديدة، كدت أفقد الوعي بسببها، فذهبت إلى المستشفى، وأجريت تخطيطا وتحاليل للقلب، وكانت النتائج سليمة، ثم راجعت متخصص أنف وأذن، وفحص الأذن بجهاز يدوي صغير، وأخبرني أن الأذن سليمة، وصرف لي بيتاسيرك 16، ثلاث مرات، ولمدة عشرين يوما، وإبر فيتامينات للأعصاب، لمدة خمسة أيام، وإبر أولفين مسكن، وذلك كعلاج للأعراض التي أشتكي منها، فما سبب الدوخة؟
علما بأني أصبت بها من قبل بشكل أقوى، وهل البيتاسيرك علاج نهائي أم وقائي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسباب الدوار عديدة، ومنها الأذن الداخلية، وأسباب عصبية مركزية، وهناك اختبارات للتفريق بينها، وهي اختبارات الوقوف والمشي وتغيير الوضعية.
وكشرح مبسط: يمكنك التفريق مبدئيا بين الأسباب من الأذن الداخلية والأسباب العصبية المركزية، بتجربة الوقوف مع إغماض العينين، حيث على الأغلب سيحصل تأرجح في الوقوف, ثم يجب فتح العينين، فإن تحسنت الوقفة وخف أو زال التأرجح، فهذا يعني أن الدماغ يعمل بشكل جيد، والسبب هو من الأذن الداخلية, وأما إن استمرت الأرجحة، فهذا قد يكون مؤشرا لمشكلة عصبية مركزية تتطلب متابعة الفحص العصبي، وكذلك تصوير الرأس بالرنين المغناطيسي النووي.
على الأرجح أن حالتك متعلقة بالأذن الداخلية طالما أن الطبيب المختص لم يطلب لك صورة، ولم يحولك لاختصاصي بالأمراض العصبية، وعلى هذا أعطاك الأدوية التي ذكرتها.
الحقيقة البيتاسيرك ليس علاجا مباشرا لحالة اضطراب السوائل في الأذن الداخلية، والذي سبب هذا الدوار، وإنما هو دواء يزيد من جريان الدورة الدموية حول الأذن الداخلية، وبالتالي يساعدها على الشفاء التلقائي، وكذلك أمر الفيتامينات ب
ما يفيد أكثر من هذه الأدوية: هي تمارين تحفيز الدماغ؛ للتعويض عن القصور المؤقت في وظيفة الأذن الداخلية، وهي كالتالي: تجرى التمارين في غرفة واسعة بعيدة عن أي حافة حادة، وذات أرضية طرية نوعا ما، وبحيث يحيط بالمريض من يقدر على مساعدته، إن وقع على الأرض, التمرين عبارة عن تجربة الوقوف مع إغماض العينين لفترات متزايدة، ثم تجربة المشي لخطوة نحو الأمام، ثم الرجوع للخلف مع إغماض العينين, ثم المشي لخطوتين ثم ثلاث مع الرجوع، وجميعها أثناء إغماض العينين.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.