أعاني من إرهاق وصداع وشعور بقرب الأجل.. فهل أعاني من مرض نفسي أم عضوي؟

0 172

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 27 سنة، منذ شهرين عانيت من أعراض غريبة ومخيفة جدا، فقد أصبحت فجأة أعاني من اكتئاب شديد وقلق وتوتر، حتى أني أصبحت لا أستطيع الجلوس في مكان واحد، ثم ازدادت حالتي سوءا، فأصابني بعدها ضيق شديد في صدري، وتعب وإرهاق شديد، ودوخة، وعدم قدرتي على النوم، وأحسست بقرب الموت.

ذهبت إلى طبيب القلب، وأجريت فحصا للدم، وكان كل شيء سليما، ثم تحسنت حالتي قليلا بدون أخذ أي دواء، ولكن التعب والإرهاق والأرق الليلي، والصداع في رأسي، والخفقان في صدري لم يفارقني، حتى أن فروة رأسي تشنجت، ثم بعدها أصابتني غازات بالبطن، وأصوات داخله، وحرارة بالجوف، وانتفاخ بعد الأكل، علما بأني لم أصب بالغازات والانتفاخ إلا بعد شهر من حصول تلك الأعراض.

فلجأت إلى وصفة منزلية، وهي: غلي فصين من الثوم في نصف كوب حليب كل صباح على الريق، ولا آكل شيئا إلا بعد ساعتين فما فوق، فلاحظت تحسنا مذهلا، إذا زال الإرهاق والصداع، وأصبحت أستطيع النوم ولو قليلا.

بقي لدي الخفقان بعد الأكل وأثناء النوم أو عند القيام بنشاط بدني حتى اللحظة، فهل أنا مريض من معدتي؟ وما هي الفحوصات التي يجب علي إجراؤها فيما يخص المعدة والجهاز الهضمي؟ أم أنها فقط حالة نفسية؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ توفيق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعاني منه من قلق وتوتر وضيق شديد في الصدر، وتعب، وإرهاق شديد، ودوخة، وعدم القدرة على النوم، والإحساس بقرب الموت هي أعراض مرض الاكتئاب، ويزيد على ذلك إما أرق وقلة النوم، وإما النوم لساعات طويلة، بالإضافة إلى الصداع والأوجاع العامة.

ومن بين الأعراض الحسية الأخرى للاكتئاب: فقدان الاهتمام بأمور كنت تحبها وتستمتع بها في السابق، بالإضافة إلى الشعور بالتوتر والعصبية والاستياء والبكاء، مع صعوبة بالتركيز وباتخاذ القرارات، مع وجود أفكار عن الموت والانتحار في بعض الأحيان.

واضطراب الحالة النفسية والمزاجية يؤدي بالتبعية إلى تهيج القولون العصبي؛ مما يؤدي إلى الشعور بالامتلاء، وكثرة غازات البطن والانتفاخ، ومع علاج أعراض الاكتئاب سوف تتحسن حالة القولون -إن شاء الله-.

والاكتئاب مرض ككل الأمراض، يحدث بسبب خلل في الهرمونات الموجودة في المخ، مثل: هرمون سيروتينين ودوبامين، وضبط مستوى تلك الهرمونات بمساعدة أدوية الاكتئاب يعجل بالشفاء، ولذلك لا يعتبر الاكتئاب ضعفا في الشخصية أو في الإيمان بقدر ما هو مرض عضوي يحتاج إلى المساعدة في العلاج.

و تحتاج أدوية الاكتئاب إلى فترة ما بين أسبوعين إلى4 أسابيع حتى يبدأ تأثيرها بشكل واضح، ولذلك عند البدء في تناول الدواء يجب الصبر بعض الوقت حتى يظهر تأثير الدواء في تحسن الأعراض التي تعاني منها.

ومن أشهر الأدوية التي تعالج الاكتئاب هو دواء Escitalopram، والاسم التجاري له هو Cebralex 10 mg، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 4 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.

ومن بين الأدوية أيضا وهو دواء جيد، ويعتبر بديل مناسب للأول، وأقل ثمنا هو دواء Fluoxetine ، والاسم التجاري له Prozac وجرعته 20 مج، ويتم تناوله لمدة 6 شهور.

وفي دراسة حديثة تقول: إن تناول الأدوية المضادة للروماتيزم يساعد كثيرا في التغلب على الآلام المصاحبة للاكتئاب؛ ولذلك يمكن تناول كبسولات Celebrex 200 mg مرتين في اليوم لمدة 15 يوما، بالإضافة إلى تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية لمدة 16 أسبوع، مع أخذ حقن neurobion في العضل يوما بعد يوم.

ولعلاج القولون: يمكنك تناول حبوب Spasmocanulase قرصين ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، حتى تختفي الأعراض، ثم عند الضرورة بعد ذلك.

ويمكنك تناول خليط مكون من: مطحون الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، وإضافته الى السلطات والخضار المطبوخة مع الإكثار من زيت الزيتون، سواء على الريق، أو مضافا إلى السلطات والأجبان، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-.

مع ممارسة الرياضة، وخصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى انتظام حركة القولون، والمساعدة في إخراج طبيعي، والتخلص من الغازات والتجشوء وآلام المعدة والقولون.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات