ما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها قبل وبعد عملية تحويل مسار المعدة؟

0 214

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أشكر كل القائمين على الموقع الرائع، وأتمنى لهم التوفيق والصحة والعافية.

قبل سنتين حاولت أن أجد حلا للسمنة المفرطة التي أعاني منها، وحاولت ممارسة الرياضة، واتباع الأنظمة الغذائية المختلفة، ولكن بلا جدوى، وقبل 3 شهور راجعت المستشفيات وعيادات السمنة والغدد الصماء والنفسية والتغذية، وعملت تحاليل كاملة للدم، وصور أشعة والتراساوند للكبد، وقبل شهر تم تقرير إجراء عملية للسمنة، لم يحدد نوعها، علما أن الحالات المشابهة لحالتي تم فحصهم بالمنظار إلا أنا، حيث قيل أنه غير ضروري.

هل فعلا المنظار غير ضروري قبل عملية السمنة لبعض الحالات؟ علما أني أعاني من الحموضة، وهل الفيتامينات التي آخذها بعد عملية تحويل مسار المعدة مدى الحياة؟ وهل تضر هذه الفيتامينات الكلى؟ وهل هنالك مجال لإعادة المعدة إلى ما كانت عليه بعد أن يصل وزني للوزن المثالي؟ وهل من الضروري إجراء عملية تجميلية للجلد المترهل، أم هناك طرق أخرى؟

حالة الدامبينق أو ما تسمى بالعربية الإغراق التي ترافق عملية تحويل مسار المعدة، هل تستمر معي مدى الحياة؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ليث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك العديد من العمليات الجراحية التي تتم، والهدف منها هو إنقاص الوزن بشكل يساعد على التخلص من عبء الوزن الزائد، وما يؤدي إليه من مضاعفات وأمراض مزمنة، مثل: اضطراب السكر، وارتفاع الضغط، والدهون والكوليسترول، وآلام والتهاب المفاصل، وغيرها الكثير.

وهذه العمليات الجراحية يتم مناقشتها مع الطبيب الجراح المعالج؛ لأنها تختلف من شخص لآخر، خصوصا مع وجود أمراض مزمنة، ومع وجود سمنة مفرطة أو سمنة فقط، ومع الخوف من المضاعفات التي تلي الجراحة، وغير ذلك الكثير.

ويتم حساب معدل كتلة الجسم من خلال قسمة الوزن بالكجم على مربع الطول بالمتر، ويتم تحديد الحالة هل هي سمنة مفرطة بمعدل كتلة فوق 35، أو سمنة عادية بمعدل كتلة فوق 30؟

ويتم معرفة مدى الحاجة إلى المنظار من خلال تقييم الطبيب المعالج.

ويحتاج الجسم إلى فيتامين B12؛ لأنه يحتاج في امتصاصه إلى مادة تنتجها المعدة المقصوصة، أو المحولة، كما يحتاج الجسم إلى تناول بعض الفيتامينات؛ لتعويض النقص في الغذاء، ولا ضرر من تناول الفيتامينات على الكلى، بل هي مفيدة للجسم.

ومن بين تلك العمليات Gastric band surgery، حيث يوضع باند أو حزام حول الجزء العلوي من المعدة؛ ليقسمها إلى جزئين علوي صغير وسفلي كبير، ويمكن التحكم في ذلك الباند من خلال جهازالتحكم، وهذا يؤدي إلى نقص كبير في كمية الطعام؛ لأن المريض يشعر بالشبع سريعا، لإمتلاء الجزء الصغير العلوي بالطعام سريعا، ولها فوائد، ولها مضاعفات، ويمكن مناقشة ذلك مع الطبيب الجراح.

والعملية الثانية وهي Gastric bypass surgery، حيث يتم توصيل جزء من المعدة بالأمعاء مباشرة، وهي عمليات كبرى تحتاج إلى فريق عمل متدرب، ويمكن بعد انتهاء الهدف من تلك العملية، إعادة الشيء إلى أصله مرة أخرى، بعملية ثانية.

والعملية الأشهر الآن، والتي تناسب الأوزان الكبيرة والسمنة المفرطة؛ لسهولة إجرائها نسبيا، بالنسبة للعمليات السابقة، هي Sleeve gastrectomy، حيث يتم قطع جزء كبير من المعدة، وتحويل الباقي إلى ما يشبه كم الثوب Sleeve، ويظل متصلا بالمرئ من الأعلى، وبالاثني عشر من الأسفل، مثل المعدة الطبيعية، وبالتالي يقل حيز المعدة كثيرا، ويشعر الإنسان بالشبع سريعا، ولكن قد يتسع هذا الجزء من المعدة، ويحتول إلى معدة كبيرة فيما بعد، ولكن هي عملية سهلة، وتناسب الأوزان الكبيرة، ولكن يجب اختيار المستشفى المناسب، والمتخصص في إجراء تلك العمليات.

ومن مميزات تلك العملية علاج السكري، إذا كان من النوع الثاني T2DM، والذي لا يعتمد على الأنسولين، وتساعد في علاج الضغط وعلاج ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية وألم المفاصل، ولكن في المقابل، فإن نمط الحياة سوف يختلف، وكميات الطعام ستكون قليلة جدا، والشعور بالشبع سيكون سريعا، مع التعود على المضغ البطئ، وقد يحدث دوخة وهبوط في بعض الأوقات، ولكن في العموم فإن فوائدها أكثر من مضاعفاتها الجانبية، ويمكنك التواصل مع مرضى تم إجراء عملية تكميم المعدة لهم؛ لأخذ تجاربهم قبل الإقدام على العملية.

وظاهرة ديمبنج Dumping syndrome أو الإغراق: تحدث بسبب تناول كمية من السكريات والحلويات بشكل يفاجئ الجسم، وينزل مباشرة من الجزء الصغير من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة، وفي زمن قصير، مما يؤدي إلى بعض الألم في البطن والتعرق والدوخة والشعور بالتعب والإسهال، ويمكن تجنب تلك الظاهرة بعدم تناول السكريات أو الشوكولاتة أو الحلويات بشكل يضر بالإنسان، وعموما تختفي تلك الظاهرة بعد شهور من إجراء العملية، مع توسع الجزء الصغير منها، وقد لا تحدث مطلقا، إذا اتبعت تعليمات الفريق المعالج.

وفي حال وجود ترهلات واضحة في جدار البطن، فمن الممكن أن يتم جراحة لها، ولكن بعد إجراء المزيد من التمارين الرياضية؛ لتقوية عضلات البطن، فقد لا يحتاج الأمر لإجراء مثل تلك الجراحة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات