السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتقدم أولا لكم بجزيل الشكر على هذا الموقع لما يقدمه من فائدة للمجتمع.
بالبداية أود أن أعطي موجزا عن حالتي، أنا متزوج، وعمري 38 عام، ولدي من الأطفال 5، أعاني من ارتفاع ضغط الدم منذ حوالي 8 سنوات، وآخذ العلاجات التالية:
كوديفيان 160/12.5 صباحا، كونكور 5 مساء، ولله الحمد أصبح الضغط لدي معتدلا.
المشكلة الثانية يوجد لدي ثقب في طبلة الأذن اليسرى منذ 20 عام، وأعاني من حكة قوية على فترات، أما المشكلة التي أتعبتني فهي أنني أعاني من فوبيا المرض، وكنت قد ذهبت للعلاج عند الطبيب النفسي قبل عامين، وقد وصف لي عقار زولفت 50 حبة يوميا في الصباح.
تحسنت حالتي إلا أنني قطعت العلاج في 1/7/2016 دون استشارة الطبيب بعد أن شعرت أن حالتي قد تحسنت، إلا أنه حدث ما لم أكون أتوقعه، وهو أن الحالة عادت أقوى من قبل، فبدأت أشعر أنني سوف أصاب بمرض ما أو بشيء في القلب، فعاودت تناول الدواء مرة أخرى، وبدون استشارة الطبيب منذ 5 أيام، إلا أنه تأتيني أعراض، أشعر بأن نارا تجري من أصبع قدمي إلى الحلق لمدة لا تتجاوز ثانيتين، مع وجود شعور بالتقيؤ في بعض الأوقات، وأيضا وجود ألم في الأكتاف والأقدام.
أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رأفت حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأعراض البدنية المزمنة تؤدي عادة إلى ردود فعل نفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب، وأحيانا الرهاب أو الخوف أو الفوبيا المرض، والفوبيا المرضية قد تكون اضطرابا في حد نفسه، أو تكون عرضا من أعراض القلق والاكتئاب النفسي.
الحمد لله أنك تعالجت من الأمراض المزمنة – خاصة ضغط الدم – وتمت السيطرة على ضغط الدم الآن كما ذكرت. الزولفت – واسمه العلمي سيرترالين – هو من أدوية الاكتئاب، من فصيلة ومجموعة الـ (SSRIS) التي عادة تؤدي إلى زيادة مادة السيروتونين في الخلايا العصبية للدماغ، ومفيدة جدا للاكتئاب والقلق والرهاب، ولكن لها أعراض انسحابية، ولذلك ننصح بعدم التوقف عنها فجأة، ويجب التوقف تدريجيا، ويتم ذلك بخفض الجرعة إلى ربع حبة كل أسبوع، يعني سحب ربع حبة كل أسبوع. هذا من جانب.
من جانب آخر: هذه المجموعة من الأدوية لها آثار جانبية عند بداية الاستعمال، قد تكون دوخة، أو إحساس بالحرارة – كما ذكرت – وآلام في المعدة أو غثيان، وهذا ما حصل معك. وعند التوقف منها كان من الأفضل أن يكون بالتدريج.
يجب أن تبدأ بنصف حبة وليست حبة كاملة، طالما توقفت عنها عند الرجوع إليها أيضا تبدأ بجرعة صغيرة، نصف حبة بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وذلك لتقليل الآثار الجانبية التي عادة تكون شديدة في هذه الفترة – أي في الأسبوعين الأولين – ثم بعد ذلك تزيد وترفع الجرعة إلى حبة كاملة، ويتم الاستمرار عليها، لأن عادة التأثير والفائدة تأتي بعد ستة أسابيع إلى ثمانية أسابيع، وعادة تحتاج إلى الاستمرار عليها لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ويستحسن أن تكون ثلاثة أشهر، وبعدها يتم التوقف بالتدريج – أكرر: بالتريج – وأحد وسائل التوقف هي: أن تسحب ربع الجرعة كل أسبوع، أي تحتاج إلى شهر كامل حتى تتوقف عن تناول الدواء.
وفقك الله وسدد خطاك.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور عبد العزيز أحمد عمر (استشاري الطب النفسي وطب الإدمان)،
وتليها إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان (استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة).
++++++++++++++++++++++++++++++
بالنسبة للحكة في الأذن فإن لم يكن هناك مفرزات تخرج من الأذن فهي مجرد حساسية أو أكزيما في مجرى السمع، وتعالج بالوقاية من الماء بإغلاق الأذن بقطنة مبللة بالفازالين عند الاستحمام وتجفيف الأذن بمجفف الشعر، وأيضا تعطى كريمات حاوية على الكورتيزون لفترة تتراوح من أسبوع لعشرة أيام.
وأما إن كان هناك مفرزات فالسبب على الأغلب التهاب في الأذن الوسطى، ربما بسبب دخول الماء عبر مجرى السمع للأذن الوسطى من خلال ثقب غشاء الطبل، وهنا أيضا يجب إغلاق الأذن أثناء الاستحمام بنفس الطريقة، وتعطى المضادات الحيوية والقطرات الأذنية بوصفة طبية عند حصول نوبات الالتهاب.
يمكن إجراء عملية جراحية لترقيع الطبلة، ولكن بشرط أن تكون الأذن جافة، بمعنى أنه ليس فيها التهاب يؤدي لمفرزات تخرج من الأذن الوسطى عبر ثقب غشاء الطبل.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.