وسواس الموت دمر حياتي فكيف أتخلص منه؟

0 1201

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 21 سنة، أفكر بالموت كثيرا لدرجة أنني أصبحت أقنع نفسي بأني سأموت قريبا، وأنه لا مفر منه، وأريد أن أودع عائلتي، وأوصي بأغراضي لأنني ميتة لا محالة، لا أستطيع أن أفكر في أي شيء سوى دنو أجلي، أخبرني الجميع أنها وساوس لأنني أخاف من الموت كثيرا، وعقلي أصبح كالمبرمج لا يقول سوى كلمات الوداع وأفكاره، ولا أستطيع النوم أبدا لإيقاني بأنني ميتة لا محالة هل هي أفكار ووساوس، أم أنها شعور حقيقي بدنو الأجل؟

أرجوكم أفيدوني فحياتي أصبحت تعيسة ولا أشعر بطعم أي شيء، ولا بالمستقبل حتى أنني لا أستطيع فعل أي شيء للغد، لا علاج، ولا دراسة كونه لم يبق لي إلا أيام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتي الكريمة في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:

فالموت حق ولن يترك أحدا من الناس، فالله تعالى يقول: (كل نفس ذائقة الموت ۗ )، ولا يمكن أن يهرب أي شخص من الموت ولو فعل ما فعل يقول تعالى: (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ۗ).

والموت سر مكنون لا يعلمه إلا الله تعالى قال سبحانه: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام ۖوما تدري نفس ماذا تكسب غدا ۖوما تدري نفس بأي أرض تموت ۚإن الله عليم خبير).

فما تعانينه أنت هو نوع من الوسواس، ولذلك إن لم تقلعي عن هذه الوساوس وتستعيذي بالله من شر الوسواس الخناس الذي يريد أن يربك حياتك ويثبطك عن الحركة وتتركي الاستجابة لخواطره والتحاور معه؛ فستبقين طيلة حياتك تنتظرين الموت، ولن يأت الموت إلا إذا انقضى أجلك، قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ۖولا يستقدمون)، فتشجعي وكوني قوية وحازمة في التعامل مع الشيطان الرجيم؛ لأن الظاهر أنه اختارك من بين الناس لأنك ضعفت أمامة واستجبت لخواطره وإلا فكل الناس يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي لا يفكرون بما تفكرين به.

فنصيحتي لك -يا ابنتي- عدم الإصغاء لهذا الوسواس، وألا تتحاوري معه، واقطعي أفكاره وخواطره بالاستعاذة بالله منه ومن شره، وحافظي على أذكار اليوم والليلة وتلاوة ورد يومي من القرآن، مع التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة وفي أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يصرف عنك هذه الأفكار ووساوس الشيطان الرجيم، وضيقي عليه بالصوم فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وبهذا ستخرجين من هذا المأزق، فإن استمر ضعفك أمام هذه الوساوس فالعلاج السلوكي وبالعقاقير الطبية نافع في هذه الحالة بإذن الله تعالى، فقومي بزيارة للطبيب الاختصاصي، واعملي بما سيرشدك إليه.

وأسأل الله تعالى أن يصرف عنك وساوس الشيطان وخواطره وأن يعافيك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات