السؤال
السلام عليكم.
أشعر بالاختناق لمجرد التفكير في الزواج والدخول في الموضوع، والرؤية الشرعية، والخطبة مرة واحدة، أشعر باختناق وضيق في التنفس، والتفكير الكثير، وألم ناحية القلب ألم خفيف يمتد إلى الخلف من الكتف، لا أعرف ما سببه، وتستمر أمامي كل الأحداث الخاصة بالزواج من منزل وأطفال وتكاليف، وكل شىء أفكر فيه من الآن من قبل أي شئ، لا أعرف ماذا أفعل! تعبت ولا أعرف أن آخذ قرارا بالزواج أم لا! وقلق من ألا أكون على قدر المسؤولية، وكثرة التفكير في هذا أتعبتني.
أرجو الإجابة، شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بما في نفسك وحياتك على هذا الموقع في موضوع الرهبة من الزواج.
على ما يبدو أنه ولسبب ما فأنت تعاني مما يمكن أن يعاني منه بعض الشباب أحيانا من الخوف أو الرهبة من الزواج، وربما هذا بسبب أحداث معينة مرت بك في طفولتك سواء أنت قد تعرضت لها، أو رأيتها في أسرتك كنوع المعالمة بين الوالدينن، أو بسبب القصص والروايات والأفلام الكثيرة التي تصور بعض النماذج السلبية من الزيجات، وما تسمع عن أعباء الزواج وتكاليفه.
المهم هناك أسباب كثيرة يمكن أن تفسر ما يحدث معك، ولكن وسواء عرفنا أو لم نعرف السبب، فإن علينا حسن التعامل مع هذا الموقف وتجاوزه، وطبعا وإن كانت هناك نماذج سيئة أو سلبية، فإن هناك نماذج كثيرة رائعة وناجحة عن الزواج السعيد والأسرة الهانئة.
ومن الناحية المادية يخبرنا تعالى بأنه سيعيننا على تكاليف هذا الزواج، في آيتين كريمتين، الأولى: "ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم" أي الفقر، فهنا الفقر موجود والله تعالى يقول بأنه سيرزقنا ويرزق من يأتي من الأولاد، والثانية: "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم" أي أن الفقر ليس موجودا الآن، إلا أننا نخشاه، فالله تعالى يقول بأنه سيرزق الأولاد عندما يأتون، ويرزقنا معهم، يا لها من حكمة إلهية، وكرم رباني.
والأمر الثاني الذي لم يرد واضحا في سؤالك، وهو ربما رهبتك من تعاملك مع الجنس الآخر، ولا شك أن هذا الأمر سيتغير من خلال الزمن ومن خلال الممارسة والحديث مع خطيبتك، ومن ثم زوجتك، وهذا حال الكثير من الشباب.
وما يمكن عمله الآن:
-أولا الإقرار الذاتي بأن ما تعاني منه هي حالة من رهاب الزواج، وأن عليك مواجهة هذا الرهاب.
-رفع ثقتك في نفسك، وتذكر أنه طالما أن هناك شابات للزواج منهن، فهذا مؤشر بأنك ستتزوج بعون الله.
-تذكر أن التجنب والهروب والتأجيل لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم، وتصبح مزمنة.
-انتهز أول فرصة تأتيك، وخاصة عندما تعزم على الخطبة وييسر الله لك الفتاة الصالحة، المهم انتهز أول فرصة ممكنة لخوض غمار هذا الأمر وعدم الهروب والاعتذار والتبرير والتجنب.
-تذكر أنه ستكون هناك أسرة سعيدة، أنت عمودها الأساسي تنتظر أن تخرج للوجود، والله مثيبك عليها خير الثواب.
-وتذكر أيضا بأنك لا تفعل هذا لمجرد الثواب، فسعادتك أيضا متوقفة ربما على المبادرة والتقدم والجرأة في متابعة الأمر.
-استعن بأحد أقريبائك أو أصدقائك ممن مر بهذه التجربة، ليقف معك خلال هذه الفترة الحرجة التي أنت مقبل عليها، فالإنسان يحتاج أحيانا لمن يقف معه ويشد من أزره، ولعل في هذا ما يفيد، وتذكر أيضا مقولة: "فساد الأمر، أن تتردد".
وفقك الله، وشرح صدرك لما أنت مقبل عليه، ورزقك صواب الرأي والقول والعمل، وأعانك على تكوين الأسرة السعيدة.
وبانتظار أن نسمع أخبارك الطيبة.