كيف يمكنني كسب الأصدقاء، وتطوير الذات في فن التعامل مع الآخرين؟

0 282

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة طيبة، أحب مساعدة الناس بشكل كبير، ولا أنتظر المقابل.

مشكلتي في العلاقات الاجتماعية بصورة عامة، وتحديدا في بلاد الغربة، حيث كنت لا أعاني من صعوبات التعامل مع الناس، فصرت كلما تعرفت على أشخاص جدد، كانوا جيدين في البداية، ثم تتغير معاملتهم معي، وذلك لأسباب عديدة، منها أني أرتكز على مبادئ معينة في حياتي، وملتزمة، وكتومة، ومنظمة، كذلك كلما تقدم لي خاطبا، انسحب ورفض إتمام العلاقة بعد التعارف.

أريد أن أتعلم فن التعامل مع الناس، وكيفية كسب الأصدقاء، والتعايش معهم دون مشاكل، فهل توجد كتب معينة لتطوير الذات وتنميتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Esraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأما الجواب على ما تقدم في طلب الاستشارة، فيمكن في الآتي:

- بداية نرجو لك الخير والسعادة والتوفيق في حياتك، ولكن لي عتب عليك، فنأمل أن لا تلتقي بأي رجل أجنبي خاطب أو غير خاطب، فهذا لا يجوز شرعا، فهذه العلاقات مع الرجال الأجانب، عادة دخيلة على شباب وفتيات المسلمين، وهذا من التقليد لأعدائنا؛ لأن الأصل أن العلاقة بين أي رجل أجنبي غير محرم وامرأة، حكمها في شريعتنا المنع والحرمة، حرصا على سلامتهما من الوقوع في مداخل الشيطان، فقد نهينا عن أن يختلي رجل بامرأة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم"، رواه البخاري، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان "رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع، وإذا كنت بحاجة إلى التعرف على دين وأخلاق من تقدم لخطبتك؛ حتى تقبلين به زوجا أم لا؟ فنأمل أن تجعلي من يقوم بهذه المهمة من أقربائك المحارم من الرجال، وهم أكثر خبرة بطبيعة الرجال وسبر حالهم من الفتاة؛ لأنها تميل إلى العاطفة، وقد تغتر بحال الخاطب فتظنه صالحا، وقد لا يكون كذلك.

- أما نفور الناس عنك وانسحابهم، وقطع العلاقة معك، فإذا كان هذا القطع في العلاقة من الرجال الأجانب فقد تقدم الكلام على هذا، فالأصل هو عدم العلاقة، وأما إذا كانت العلاقة قطعت من زميلات لك، فهذا قد يكون له أسباب، منها:

1- ضعف التدين من أحد الطرفين، أو من كليهما، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
2- البعض يجعل العلاقة قائمة على المصلحة، فإذا لم تقض مصلحته من صاحبه، أو قضاها وانتهت، فإنه يقطع العلاقة معه.
3- عدم التوافق في الطباع، فالبعض يكون لديه حساس بشكل مفرط، فهذا قد يكون سريع الغضب من تصرفات الآخرين، فيؤدي إلى نفورهم منه، أو قد يكون من طباعه المثالية المفرطة والجدية، لا يحب المزاح، ودائما يحافظ على وقته بشدة، فالآخرون ينفرون منه لهذا السبب، والأسباب كثيرة.

- أما ماذكرت من أنك متدينة وكتومة ومواظبة، من وجهة نظري هذه ليست عيوب، حتى تكون سببا في تخلي الآخرين عنك، بل هذه صفات مدح، وينبغي عليك، ولعل الذين لم يتوافقوا معك في هذا لديهم ضعف في التدين، وحب معرفة أسرار الآخرين، ولا ينبغي التقيد بالمواعيد والنظم، ولذلك لا تأسفي على تركهم لك، فهذا خير لك، وسيأتي من هو خير لك منهم.

- نعم توجد كتب لتطوير مهارة العلاقة مع الناس:
1- أعظم تلك الكتب كتاب الله تعالى، فمن اهتدى بما دعا إليه من أخلاق، فإنه تكون طباعه مع الناس حسنة.
2- القراءة في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وشمائله، ككتاب الشمائل المحمدية للترمذي.
3- كتاب فن التواصل مع الآخرين، لمحمد هشام أبو القمبز. 
4- كتاب تحليل الشخصيات وفن التعامل معها، لعبدالكريم الصالح.
5- فن التعامل مع الناس لإبراهيم الفقي.
6- كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، لديل كارنيجي.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات