السؤال
السلام عليكم
شكرا لكم على هذا الموقع الرائع.
قبل ثلاث سنوات أرسلت لكم استشارة، كان لدي خوف ورهبة من المجتمع، وقلق من المستقبل، وعند وقوعي في مشكلة أخاف كثيرا، وفي أغلب الأحيان كانت تصبح لدي رجفة في يدي ورجلي، وخفقان بالقلب، وحتى عندما تصبح مشاجرة بجانبي، وعندي خوف من الذهاب إلى مقر الشرطة، لا أعلم ما السبب؟!
كما عانيت من ألم استمر أسفل حاجز صدري، وعند ذهابي إلى طبيب مختص وبعد عمل منظار قال: إن هنالك التهابا يسيرا بالمعدة، ووصف لي دواء، والألم لا يزال، وبعد الاستمرار بمراجعة عند الطبيب قال: هذا الألم نفسي، والحمد لله، تعرفت على موقعكم ووصفتم لي دواء زولفت، ولكن لم أستفد منه، وكانت بعض أعراضه عند أي موقف أنسى ما حدث وأتلعثم بعض الشيء، وقرأت من موقعكم وجربت دواء زيروكسات مع اندريال فاستفدت كثيرا، حتى الألم أسفل حاجز صدري زال.
استمررت بالعلاج 8 شهور حسب إرشاداتكم وتوقفت عنه، والآن بعد ثلاث سنوات عادت الأعراض من جديد، وعاد الخوف من جديد، عندما أكون لوحدي ألوم نفسي كثيرا، وأقول من ماذا الخوف؟ ولا فائدة! بماذا تنصحني؟ هل أعود إلى الدواء؟ وإلى متى؟
وشكرا لكم جميعا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: المخاوف من طبيعتها - ونسبة لوجود الجانب القلقي والوسواسي فيها – قد ترجع مرة أخرى، وهذا يحدث بنسبة 60% من الناس، أما 40% من الناس فلا تعاودهم مرة أخرى، وغالبا تكون نوبات الرجوع في شكل هفوات –أي حالة أقل قليلا من الحالة الأولى– أو في شكل انتكاسات، بمعنى أنها مشابهة تماما للنوبات الأولى.
أتمنى أن يكون ما بك هفوة وليست انتكاسة حقيقية، ولا أريدك أبدا أن تولد قلقا إضافيا على نفسك بكثرة التساؤلات والاستفسارات عن: لماذا يصيبني كذا؟ لماذا رجعت لي هذه الأعراض؟ لا تشغل نفسك بذلك، فكما ذكرت لك من طبيعتها أنها قد تعاود الناس في بعض الأحيان، لكن بمرور العمر أيضا يتحسن الإنسان كثيرا، لأن تطوير المهارات والنضوج النفسي يتطلب شيئا من الوقت في بعض الأحيان.
أنا أريدك في هذه المرة أن تكون أكثر صلابة وصرامة في مواجهة الخوف، وتفكيكه من خلال التحقير، ومن خلال أن تكون أكثر في ثقة في نفسك، وأن تحسن إدارة وقتك، ولا تدع مجالا أبدا لأي فراغ، لأن الفراغ يستجلب المخاوف، وأقصد بذلك الفراغ الزمني أو الفراغ الفكري والذهني، فأكثر من اطلاعاتك ومن تواصلك الاجتماعي، واستغل أوقاتك على أحسن ما يكون، ومهارات العمل يجب أن تتطور، المهارات الاجتماعية يجب أن تزداد، التوجه الفكري الإيجابي، أن تكون متواصلا مع الناس – كما ذكرت لك مهم، وأن تحرص على عباداتك وتتقنها، والصلاة يجب أن تكون مع الجماعة، هذا يعطيك شعورا كبيرا بالطمأنينة، الرياضة أيضا اجعل لك منها نصيبا.
أما بالنسبة للدواء: فلا مانع أبدا من أن ترجع وتتناول الزيروكسات مرة أخرى، فهو دواء سليم، ويظهر لي أنه يوجد نوع من التوافق الجيني ما بين تكوينك الوراثي وهذا الدواء، لأنك لم تستفد من الزولفت، والذي يعرف أنه دواء ممتاز جدا لكثير من الناس، لكن أنت لم يوافقك الزولفت، وأعتقد أنه ناتج من التنافر الجيني، وبفضل الله تعالى حدث لك توافق جيني مع الزيروكسات.
أنا أفضل تناول زيروكسات يسمى (CR) هذا قليل الآثار الجانبية، وابدأ بـ 12.5 مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي المدة العلاجية، بعدها يمكن أن تنتقل للجرعة الوقائية، وهي أن تتناول الزروكسات CR 12.5 مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء، وذلك من خلال تناول 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
بهذه الكيفية والطريقة والتثبت والإصرار على التطبيقات السلوكية – سالفة الذكر – أعتقد أنك تستطيع أن تتخلص من هذه المخاوف وتحمي نفسك من أي هفوات أو انتكاسات مستقبلية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.