السؤال
السلام عليكم.
عائلتي معظم الوقت تلقبني بالبخيلة، لأني لا أحب أن أصرف الأموال، ولا أشتري شيئا، وسبب هذا أني أرى كثيرا من الفقراء، ودائما أقول: الحمد لله، وأشعر بالذنب لأني أمتلك أشياء هم لا يمتلكونها، وأستطيع أن أشتري أشياء أخرى يعجزون عن شرائها.
دائما أقول لنفسي لن أشتري هذا؛ لأن الكثير غيري لا يمتلك أموالا، ولا تلك الأشياء، بالرغم أني أعلم أن غيري يمتلك لكني أشعر بالذنب.
هل ما أفعله حرام، وأني فعلا بخيلة؟ أنا فقط أشعر بالذنب لأن غيري قد لا يمتلك ما أملك، أنا لا أريد أن أكون بخيلة، وقد علمت أن هذا حرام، ولا أريد أن أكون من المبذرين.
أرجو النصيحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك معنا؛ ونسأل الله أن يصلح الحال.
أما الجواب على ما ذكرت؛ فنحب أن نبين ما معنى البخل أولا؛ وخلاصة ما قيل في معناه؛ أنه المنع مما يجب فيه النفقات؛ وحكمه محرم شرعا، بل هو كبيرة من الكبائر، توعد الله صاحبها بالعقوبة والعذاب، كمن منع الزكاة الواجبة بخلا بالمال وحرصا عليه، قال ابن تيمية: (فإن البخل من الكبائر، وهو منع الواجبات: من الزكاة، وصلة الرحم، وقرى الضيف، وترك الإعطاء في النوائب، وترك الإنفاق في سبيل الله) .
قال ابن قدامة المقدسي: (وأشد درجات البخل أن يبخل الإنسان على نفسه مع الحاجة، فكم من بخيل يمسك المال، ويمرض فلا يتداوى، ويشتهي الشهوة فيمنعه منها البخل، فكم بين من يبخل على نفسه مع الحاجة، وبين ما يؤثر على نفسه مع الحاجة، فالأخلاق عطايا يضعها الله عز وجل حيث يشاء).
بعد معرفة حقيقة البخل؛ نقول: إذا كان الآخرون يصفونك بأنك بخيلة فالجواب عن هذا؛ إن كنت تمتنعين من شراء أشياء أنت بحاجة إليها في حياتك، وليست من الكماليات ولا من الترف؛ فيكون هذا من البخل؛ وأما إذا كنت تنفقين المال في الكماليات من غير حاجة فهذا قد يدخل في الإسراف المكروه شرعا.
أما قولك: إن سبب تركك لصرف المال لأنك هناك فقراء لا يجدون ما ينفقون؛ فإن كنت لا تنفقين المال على الكماليات وتعطين هؤلاء الفقراء؛ فهذا أمر حسن وقربة إلى الله تعالى؛ لأنها صدقة؛ ومن التعاون مع المحتاجين من المسلمين؛ ولك أجر، إن شاء الله؛ وأما إذا كنت لا تنفقين على نفسك؛ ولم تعطين الفقراء؛ فإن حبس المال للادخار إلى وقت الحاجة فهذا أمر حسن؛ ولكن ننصحك أن تعطي من هذا المال لإخوانك الفقراء الذي علمت بحالهم، وفقك الله لمرضاته.