السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مخاوف كثيرة، وكنت سابقا أعاني من اضطراب الأنية واكتئاب، فتخلصت منهما بالعلاج، وانتهت المخاوف بالقرآن والرقية والأذكار، لكن عندما توقفت عنها رجعت المخاوف.
لا أرى هلاوس سمعية أو بصرية، لكني أخاف أن أرى شيئا لا يراه غيري، فهل ممكن لقلق المخاوف الوسواسي أن يتحول إلى فصام؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء.
الدراسات القديمة والحديثة تدل أن 5% من الذين يعانون من الوساوس القهرية الشديدة، والذين لا يخضعونها للعلاج ربما تنتابهم بعض الأعراض الفصامية، وفي هذه الحالة يكون التشخيص هو الوسواس الفصامي أو الفصام الوسواسي، وهذه الحالات بالرغم من قلتها إلا أنها تتطلب علاجا مكثفا.
فإذا إمكانية تحول قلق المخاوف الوسواسي إلى فصام هي احتمالية ضعيفة جدا، لكن في جميع الأحوال قلق المخاوف الوسواسي يجب أن يعالج، وأنا أنصحك – أيتها الفاضلة الكريمة – أن تتعالجي، أنت الآن تعانين من وسواس الإصابة بالفصام أو الخوف من الإصابة بالفصام، فلماذا لا تقتلعين كل هذه الوساوس من خلال تناول أحد الأدوية المضادة للوساوس مثل الـ (فافرين) مثلا، يضاف إليه جرعة صغيرة من الـ (رزبريادون) هذا سوف يكون كافيا جدا.
العلاج بالقرآن والرقية الشرعية والأذكار هو علاج عظيم، وهو مطلوب، لكن ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله، وهنا توجب الضرورة أن يذهب الإنسان إلى الطبيب أيضا لتكتمل الصورة العلاجية.
هذه نصيحتي لك، وأتمنى أن تأخذي بها، ولا تخافي من مرض الفصام، ونسأل الله أن يحفظك منه ومن كل شر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.