لا أتقبل الحياة، ولا أعرف ماذا أريد!

0 144

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي نفسية: أشعر بعدم تقبلي لحياتي، وأتمنى أن أكون مستقرة في الرأي، أعرف نفسي وشخصيتي وقرارتي.

أرغب في تطوير شخصيتي للأفضل، متزوجة ولكن لا أشعر بالمسؤولية، أجلد ذاتي بدون البحث عن حل، أهمل صحتي كعقاب لها، أحاول أن ابني حياتي الزوجية، أشعر بتشتت فكري، لا أعلم ماذا أحتاج؟ كأنني في سجن من الأفكار، ولا أعرف ماذا أريد؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك وفي حياتك، أعانك الله ويسر لك الخير والفلاح.

نعم يمكن للإنسان أن يصل في درب حياته لمرحلة يقف فيها ليسأل نفسه عن حياته، وإلى أين يسير؟ والهدف أن يقوم بمراجعة أمور حياته، محاولا تنشيط نفسه والانتقال بحياته إلى مستوى طيب من النشاط والحيوية والعطاء، مع الراحة والسرور.

ويبدو أنك الآن في هذه المرحلة من حياتك، ويفيد أن تبدئي بتذكر الإيجابيات الكثيرة التي وهبك الله إياها، من الإيمان والصحة، ومن الزواج والابن والأسرة وهكذا أمورا كثيرا، وكما يقول تعالى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم" وكما يقول "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم".

فبعض الناس يحاول أن ينشط ويجدد حياته، إلا أنه يبدأ بالنكران للإيجابيات والنعم التي أنعم الله بها عليه، وليس هذا بالأمر الحكيم، فعليك أن تبدئي بتقدير هذه النعم، مع الحرص على الحفاظ على حسن علاقاتك الأسرية والاجتماعية والصداقات.

عندي شعور من خلال رسالتك أن الأمر الأهم بعد الأمور التي ذكرتها، هو أن تعتني بنفسك، وهذا مأخوذ من قول الرسول الحبيب "إن لنفسك عليك حقا" فنحن أحيانا مع انشغالنا بأعباء الدنيا ننسى أنفسنا أو نهملها، فنترك هواياتنا وما نستمتع به، وبعد فترة نجد أنفسنا قد ضعفت همتنا وقل نشاطنا، ومما يبدو أن هذا هو الحال عندك.

أرجو أن تعملي على الاهتمام بنفسك، فبعد العبادات والصلة الطيبة مع الله تعالى، أن تحرصي على التغذية السليمة، والنوم المناسب، والنشاط الرياضي، فبعد كل هذا ستجدين نشاطا وهمة في حياتك، تعينك على الاستمرار بحياتك مع الراحة والمتعة.

واحرصي أيضا على التواصل مع صديقة أو صديقتين، مما يمكنك القيام معهما ببعض الأنشطة الاجتماعية مما يعطيك النشاط والهمة.

أرجو أن يكون في هذا ما يعين، ووفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات