السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بماذا تنصحون من يريد الزواج ووالده لا يقبل لاختلاف العادات والتقاليد؟ علما أن الوالد رفض زواج ابنه الأكبر الذي يبلغ 45 سنة، وبعض الناس يقولون بأن العائلة مسحورة، ولهذا السبب يرفض الوالد زواج أبنائه، فما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - أختنا الكريمة - في إسلام ويب، وردا على استشارتك نقول:
لا يمكن أن يخلو مجتمع هذه الأسرة من نساء على نفس عاداتهم وتقاليدهم، فلا بد من معرفة الأسباب الحقيقية التي تمنع الوالد من تزويج أبنائه، فإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال، ويمكن بإذن الله إصلاح العطب، غير أنه يمكن أن نرجع القضية إلى سببين:
الأول: كون الوالد بخيلا لا يريد أن ينفق من ماله في تزويج أبنائه، ويريد من أبنائه أن يظلوا يعملون ويصرفون عليه؛ لأنهم إن تزوجوا صاروا في بيوت مستقلة، وصارت عليهم تبعات النفقة على الزوجات والأبناء، وإن أنفقوا على والدهم فلن يكون بنفس القدر فيما لو كانوا غير متزوجين! وهذا ما يفعله بعضهم في البنات، يريدهن أن يبقين في خدمة البيت، ولا بد في هذه الحال من نصح الوالد وتذكيره بالله، وتخويفه من عقوبته.
فإن لم يقبل الوالد بذلك فلا بد من الاجتهاد في معرفة من يقبل بنصحهم وتوجيههم من إخوانه أو أصدقائه من أجل نصحه، فالله تعالى جعل مفاتيح لقلوب العباد، ولا تنسوا التضرع بين يدي الله تعالى بالدعاء أثناء السجود، وفي الثلث الأخير من الليل، واستغلال أوقات الإجابة، فيسألوا الله تعالى أن يلين قلب والدهم، فإن توفرت فيهم أسباب استجابة الدعاء، وانتفت الموانع، استجاب الله لهم، ولا تنسوا الاستشفاع بأمهم -إن كانت على قيد الحياة-.
والسبب الثاني: أن يكون أهل البيت فعلا مسحورين، فإن كان لم يتزوج أحد من الأبناء إلى الآن، ووصل بعضهم إلى سن خمس وأربعين فإن الأمر يحتاج إلى علاج؛ ولأن الأبناء الذكور بأيديهم أمر أنفسهم، ولهم الحرية الكاملة في أن يتزوجوا أو لا.
وإذا كان السبب هو الأول فلا يحل للأب أن يمنع أبناءه من الزواج، وعلى الأبناء أن يعتمدوا على الله أولا، ثم على أنفسهم في جمع المال، ثم الزواج، ولو غضب والدهم، فغضبه لا معنى له، فإن كان الأبناء راضخين ويشعرون أنهم مكبلون في هذا الجانب، فينبغي عرضهم على راق أمين وثقة، فالسحر يمكن فكه من خلال الرقية الشرعية، وبهذا تحل هذه العقدة بإذن الله تعالى.
نسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأن يقدر لكم الخير.