زوجي كثير النفقة على أهله في التحسينات والرفاهيات!

0 34

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

تقدم لي شاب منذ عامين يتقاضى مرتبا قدره ١٢٠٠ جنيه في الشهر، ورضينا به من باب قوله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}، وتم بالفعل القبول به، وبعد الخطبة سافر وأصبح مرتبه ١٠ آلاف، وقبل عقد القران أصبح راتبه ٢٠ ألفا، وبعد ولادة ابنتنا أصبح مرتبه ١٠٠ ألف. ورغم كل هذا زوجي لا يملك أي شيء، حتى حسابه في البنك يفرغ قبل نهاية الشهر، والسبب أن أهل زوجي كثيرو الطلب، وكلهم في حال ميسورة، إلا أنهم يزيدون في الرفاهيات، وأعطى إخوانه سيارات، وأجهزة الكترونية، ومكيفات وأثاثا، والكثير من الرفاهيات بناء على طلبهم، وحتى هذه اللحظة تستمر الطلبات ولا تقف، نريد ونريد!!

في بداية زواجنا رغم ما يتقاضاه من راتب كبير، إلا أن عيشنا في ضيق وحالنا في شدة، من أجل أن يلبي طلبات أخته العروس في رفاهيات تطلبها كل يوم، علما أنا لا نملك شيئا من هذه الرفاهيات في بيتنا! وبعدما أصبح راتبه ١٠٠ ألف، أصبحنا نعيش في حالة متوسطة ماديا، من أجل أن يلبي الطلبات من سيارات وأجهزة وأثاث! علما أنا لا نملك في بيتنا شيئا من هذه الرفاهيات، بالرغم من ذلك طلبت منه أن يأتي لي برفاهيات كما يفعل لأهله، ويتهمونني بأني أطمع فيه! وأصبحت أكره لقاءهم، وأحاول التلصص على اتصالاتهم حتى أعلم ما يطلبون منه ولمحاولة إفشال تنفيذ ما يطلبون، لأننا حقا لا نملك شيئا فائضا من المال، رغم راتبه الكبير، فهل أنا على حق؟

أصبحت أدخر ٥٠٠ جنيه شهريا، دون علمه لابنتنا، تحسبا لأي طارئ غير سعيد، فزوجي لا يدخر أي شيء للمستقبل، وأحيانا أتطلع لأن أدخر شيئا لنفسي، وأرى أن هذا حقي في ماله، كما يفعل لأهله، فأنا تغربت عن أهلي أيضا وتركت عملي ودراستي، ونواجه ظروفا صعبة، وكل ذلك من أجل أن نحصل على هذا المال، لكن في آخر المطاف يطلبون المزيد ويأخذون كل شيء، ونعود لوطننا لا نملك شيئا! فهل ما أفعله حرام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

العلاقات الزوجية الصحيحة هي التي تبنى على الحوار والتفاهم بين الزوجين، وما تشتكين منه يمكن حله بالحوار الهادئ بينكما، فاختاري الوقت المناسب والمكان المناسب، والنفسية المناسبة لزوجك، وافتحي معه حوارا يقوم على وضع خطة لترشيد الإنفاق، وبناء المستقبل، يكون من ضمن الخطة تلبية طلبات الأهل بقدر مناسب، بحيث لا يشعر أنك ضد إعطائه لأسرته، بل شجعيه على ذلك، ولكن مع الترشيد، وأقنعيه بأهمية الادخار، فقد كان صلى الله عليه وسلم يدخر قوت عام لأهله إذا جاءه خير.

إن لم تستطيعي أن تحاوريه بهذا الأمر أو خشيت فشل الحوار معه لسبب أو لآخر، فاختاري أحد الأقارب الثقات أو الأصدقاء الموثوقين عنده، واطرحي عليه الموضوع ليقوم بإقناعه بأسلوب مناسب، أو اطلبي منه أن يشترك معك في دورة تهتم بالتخطيط للمستقبل الأسري، أو اشتركا في قراءة كتاب مناسب يعالج هذه الحالة التي تشكين منها.

في كل الأحوال يجب أن لا يشعر أنك تحبين التسلط عليه في أمواله، بل أشعريه بالأمان، ولا يشعر أنك لا تريدين الخير لأخواته وأهله، بل أشعريه أنك تحبين ذلك لهم، وبطريقة صحيحة مرتبة لا إفراط فيها ولا تفريط.

إن صلح الحال فالحمد لله، وإن استمر الحال على ما ذكرت بعد كل الأساليب، فيجوز لك أخذ ما يكفيك وبنتك من ماله بقدر الحاجة بالمعروف، ولا تسرفي في ذلك، ولو بدون علمه، فعن عائشة رضي الله عنها، أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم، فقال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) [رواه البخاري].

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات