السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة تعرضت لحرق في فمي بسبب تناول طعام ساخن جدا، استمرت التقرحات لفترة ثم اختفت مع استخدام الأدوية والمطهرات بفضل الله، بعد ذلك بفترة وجيزة بدأت أشعر بحرقة في طرف لساني تزيد مع تناول شيء ساخن أو حار، مع شعور وكأن شيئا عالق في آخر لساني.
استشرت أحد الأطباء هاتفيا، فأخبرني بأنه أمر بسيط، والتهاب بسيط، وعليك باستخدام غسول الفم وتنظيف لسانك بالفرشاة دائما.
اتبعت النصيحة، واختفت الحرقة وذلك الإحساس بفضل الله، ولكني الآن بدأت أشعر بألم في آخر اللسان من جهة الخلف من الطرف اليمين تحديدا عند البراعم الكبيرة الظاهرة بآخر اللسان، مع جفاف بالشفة السفلى، وأنا متخوف جدا من أنه قد يكون لدي سرطان فم أو لسان، وقد سبب لي هذا الموضوع قلقا شديدا وضغطا، نفسيا كبيرا، ووسوسة دائمة؛ لأني دائما أفكر فيه.
ملاحظة: أشعر دائما ببرودة زائدة في الأطراف وخصوصا القدمين، وقد قرأت أنه ربما يكون لذلك علاقة بفقر الدم وتأثيراته على اللسان.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا داع للقلق، فحرق النسيج المخاطي للفم واللسان أمر شائع، ويحصل مع أغلب البشر، ومن نعم الله علينا أن النسج الفموية نسج متجددة باستمرار، وحروق النسج الفموية أسرع شفاء من حروق الجلد بسبب غزارة الأوعية الدموية في نسج الفم.
ولا رابط بين السرطان الفموي والحروق البسيطة الناتجة عن الأطعمة، إلا إذا كانت هذه الحروق متكررة ومترافقة مع تخريش مستمر ناتج عن أسنان ناشزة، أو حشوات مكسورة، أو ترافق مع التدخين المستمر، أو ترافقت مع انتفاخ مستمر في العقد اللمفية في جهة الإصابة.
أخي الكريم: إن أي حرق أو قرحة تشفى خلال أسبوعين إلى شهر تقريبا لا تستدعي القلق، ولكن الخوف من التقرحات والتسلخات في النسج الفموية المستمرة لفترة أطول، والتي لا تستجيب للعلاج الدوائي، والتي تكون مترافقة غالبا مع انتفاخ في العقد اللمفاوية الرقبية أو تحت الفك، وهذا يستدعي استقصاء أوسع لوضع التشخيص الصحيح.
إن زيارة الطبيب لفحص الفم والنسجة اللثوية واللسان بشكل دقيق بواسطة أدوات وأجهزة ضوئية هي الفيصل في الكشف عن أي تغير غير طبيعي للنسج الفموية قد يستدعي العلاج بشكل مبكر، ويزيد من فرص الشفاء بإذن الله.
إن النسج الفموية واللسان معرضة للإصابة بالتقرحات التي يلعب فيها العامل النفسي دورا مهما، ولكن كما ذكرت لك آنفا أن أي قرحة أو تسلخ يشفى خلال فترة أسبوعين إلى شهر لا يستدعي القلق، وهو أمر طبيعي ووارد وشائع الحدوث مع الكثير، وشكايتك تنطوي تحت هذا البند، فلا تعير الموضوع أهمية زائدة، ولا أرى مانعا من زيارة الطبيب لعمل فحوصات أشمل لكي يطمئن قلبك -بإذن الله-.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، ودمت بخير.