المعاصي جعلتني من الغافلين.. أرشدوني إلى الطريق الصواب

0 232

السؤال

السلام عليكم

أنا عمري 16 سنة، كنت طالب علم، ونسيت العلم، وصرت من الغافلين، فبسبب المعاصي التي اقترفتها مات قلبي، وصرت منافقا، فهل لي من علاج؟

علما أني أواظب على الصلاة، ولكن بلا خشوع، فما العمل؟

يقول ابن القيم: أن جهنم خلقت للقلوب القاسية.

أرشدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hazem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فشعورك بهذا الأمر دليل على بقايا خير فيك، فإن من طمس قلبه ومات إيمانه لا يشعر بهذا؛ لذا عليك أن تتفاءل خيرا، وتحسن الظن بالله، وتعود إلى حياض التوبة والاستقامة، وأبشر بعفو الله ورحمته.

أصدق في التوبة، وانو العودة إلى الله، واندم على ما فات، واعزم على فعل الطاعات، واسأل الله أن يعينك على ذلك، وجاهد نفسك على الاستقامة، وستجد أثر ذلك قريبا -بإذن الله- قال سبحانه:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين) وإياك واليأس والقنوط من حالك، فذلك ما يريده الشيطان منك، فلا تستسلم له، واعلم أن الله غفور رحيم، يقبل توبة العبد، ويفرح بعودته إليه.

أنت ما زلت في مقتبل العمر، وللنفس شرود وإقبال، فارفق بنفسك حال إدبارها، وشجعها على الخير عند إقبالها، وننصحك بالبحث عن رفقة صالحة صادقة في الاستقامة في سنك، تتعاون معهم على البر والتقوى، والتحق بمراكز تحفيظ القرآن، واحضر مجالس أهل العلم والصلاح، وشارك في البرامج الجماعية الإيمانية مع من حولك، مثل صيام النافلة وقيام الليل ونحوها، وستشعر بدفء الإيمان ولذة العبادة -بإذن الله تعالى-، وعليك بالدعاء في السجود، وفي ثلث الليل الأخير أن يصلح قلبك، ويثبت الإيمان في صدرك.

كلما شعرت بالضيق أكثر من التسبيح والتهليل والاستغفار، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، واستعد للصلاة قبل الدخول فيها، حتى تخشع فيها، وابتعد عن المعاصي والمنكرات، وكل ما يذكرك بها، واستمر على هذه التوجيهات فترة، حتى ينمو الإيمان في قلبك، وينشرح صدرك، وحينها ستشعر بالسعادة والاطمئنان.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح حالك، ويهدي قلبك.

مواد ذات صلة

الاستشارات