هل أتزوج بمن تكبرني بسنة؟ وكيف أستعد للزواج ماديا ونفسيا؟

0 234

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جمعنا الله وإياكم في جنات النعيم، أنا شاب عمري 22 سنة ونصف، أدرس في معهد للتكوين المهني، وأنا الآن الحمد لله في السنة الأخيرة للتخرج، وبعد تدريب أجريته في شركة كبيرة عندنا في البلد، وعدني أحد المسؤولين في الشركة بالعمل بعد الحصول على الشهادة -إن شاء الله تعالى- وقد قررت الزواج، وأن أعف نفسي ولابد لي من ذلك، وقد بدأت البحث عن زوجة، ويدرس معي أحد الإخوة فسألته عن أخته، علما أنني أعرفه وعائلته جيدا، فهم من طلبة العلم لا نزكيهم على الله تعالى، فوجدت أنها تكبرني بسنة واحدة.

علما أنها ترتدي حجابها الشرعي -والحمد لله- تعلقت بها في الأول لما رأيته في أهلها من الخير، فقد عاشرتهم سنة كاملة، ولم أر منهم إلا الخير، وبعد مجموعة من الاستشارات مع طلبة أعرفهم قال لي أحد الطلبة": الأفضل لك من هي أصغر منك؛ لأن النساء يكبرن سريعا".

وقال لي أحد المشايخ الفضلاء:" إن تعلقت بها توكل على الله، وإلا فالأفضل لك من هي أصغر منك سنا"، وصراحة أنا الآن حائر فتارة أفكر في من هي أصغر مني، وتارة أفكر في التقدم لأهل هذه البنت، فأشيروا علي بارك الله تعالى فيكم، وبينوا لي بارك الله فيكم كيف أعد للزواج ماديا ونفسيا؟ فلا أريد أن أؤخره أكثر من سنة، وهل أتقدم للخطبة الآن في فترة الدراسة أم أصبر حتى أحصل على الشهادة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاحرص على أن تكون شريكة حياتك صاحبة دين وخلق كما أرشدنا لذلك نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (تنكح المرأة لأربع لدينها وجمالها ومالها وحسبها فاظفر بذات الدين تربت يداك)، ومعنى تربت يداك التصقت بالتراب فلا خير في زوجة لا دين لها، ولا بركة فيمن كانت سبب فقر زوجها وتثبت كثيرا في معرفة صفات هذه الفتاة، ولا تستعجل فالتأني من الله والعجلة من الشيطان.

فارق السن بسنة واحدة لا يؤثر ولا تلتفت إليه إطلاقا، بل تقارب السن أدعى؛ لأن يكون تفكير كلا الزوجين متناغما إلى حد كبير، بخلاف الصغيرة ربما لا تتوافق في تفكيرها مع زوجها فتحدث مشاكل كثيرة ما لم تكن طائعة له والأعمار بيد الله تعالى.

احرص قدر الإمكان أن يكون المهر المطلوب منك ميسرا ما أمكن، فأكثر النساء بركة أقلهن مؤنة كما جاء في الحديث النبوي الشريف.

أنصحك ألا تتقدم الآن من أجل الخطبة، وأن تترك ذلك إلى أن تبدأ العمل وتنظر في مقدار المرتب الشهري، وهل يمكن أن تجمع متطلبات الزواج خلال الفترة التي حددتها أم لا؟ إلا إذا كان ولي أمر تلك الفتاة سيقبل بأن تكون فترة الخطوبة طويلة قد تمتد إلى سنتين من الآن على أقل تقدير، فهذا أمر لا بد أن تتعرف عليه من خلال أخيها، ومن ثم التقدم لخطبتها.

إن عزمت على التقدم للخطبة من الآن فصل صلاة الاستخارة وادع بالدعاء المأثور قبل أن تذهب، وتوكل على الله، وانظر إليها النظرة الشرعية، ولا بأس أن تتحدث معها بحضرة أخيها مثلا إن أمكن ذلك من أجل التعرف على صوتها، ومدى قبولك بها، وإياك أن تقع فيما يقع فيه كثير من الشباب، وهو التواصل مع خطيباتهم طيلة فترة الخطوبة، فالمخطوبة لا تزال أجنبية ولا يجوز التحدث معها والاختلاء بها إلا أن يكون الحديث معها لمرة أو مرتين، وبإذن من وليها، وذلك للتعرف على صوتها وتفكيرها.

أتمنى ألا تشغل بالك في أمر الزواج، وأن تنشغل بالتحصيل العلمي، فتشتت الذهن سيضعف تحصيلك وينزل من ترتيبك العام.

عليك بالعمل بأسباب جلب الرزق، والتي يمكنك التعرف عليها من خلال موقع الشبكة الإسلامية.

وثق صلتك بالله تعالى من خلال المحافظة على أداء الفرائض، وأكثر من نوافل الصلاة والصوم، وتلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات