السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع.
أنا شاب بعمر 23 سنة، أعاني من مشكلة حب الشباب منذ 7 سنوات أو أكثر، أخذت العديد من الأدوية دون جدوى، وأصبح يظهر الحب في رأسي بكثرة من الخلف، والقليل من الجوانب، وقبل أسبوع بعد عمل الفحوصات اللازمة، وصف لي الطبيب دواء الروكتان لمدة 8 شهور، بالإضافة لمرطبات الوجه الشفاة مثل: (cleanance HYDRA) و (uriage).
بعد يومين من استعمال الروكتان، أصبح وجهي أحمر فاقع اللون، ويزيد يوما بعد يوم، ويتقشر، وأشعر بحرقة شديدة، مع العلم أن اليوم هو الثامن من أخذ الدواء، وأنا لاعب كمال أجسام، وقد منعني الطبيب من اللعب نهائيا أثناء مدة العلاج، فما مدى صحة ذلك، وهل يجب أن أمتنع عن التمرين أثناء العلاج؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بشار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عقار Isotrtinoin، أو ما يعرف بالروكتان، أو غيرها من الأسماء التجارية هو مشتق من فيتامين (أ)، وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا في الجلد بعد الالتئام، ويوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي، والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية، هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب هو Nodulocystic acne، وطبيب الأمراض الجلدية بعد مناقشته معك وتقييمه لشدة، وانتشار المرض، ومدى تأثيره النفسي عليك هو من يقرر بعد موافقتك وصف العلاج.
لكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وقد يعطي لك الطبيب كتيبا فيه المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب، وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج.
يجب تقييم الحالة جيدا بواسطة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة، لمعرفة مدى احتياجك للعلاج بذلك العقار، وشرح كل الأمور المتعلقة به بشكل واف، وكذلك كيفية المتابعة -كما ذكرت سابقا- وإذا ما أقر الطبيب وصف هذا العلاج؛ فيجب أن تتناوله بالجرعة اليومية والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب وزنك، والمدة المقررة لاستعمال العلاج يكون في حدود 6 أشهر، وقد تتحسن بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا، فقد تعاود المشكلة الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن، وحجم الغدد الدهنية بالجلد.
بالإضافة إلى المعلومات السابقة، هناك آثار جانبية شائعة يمر بها المريض من أهمها: جفاف الجلد، وربما التهابه، وحدوث ما يشبه الأكزيما، وبالأخص بالوجة والشفايف والأطراف العلوية، ولا تقلق من ذلك، ومن الممكن تدارك تلك الأمور بتجنب التعرض للشمس، واستخدام المرطبات بشكل متكرر، وقد يصف طبيبك المعالج بعض العلاجات الطبية لفترات قصيرة لعلاج تلك الأمور.
أما عن مشكلتك الرئيسية وهي ممارسة الرياضية، ففي ذلك الأمر جدل طبي، ولا توجد دراسات تؤكد على الامتناع عن ممارسة الرياضية بشكل قاطع، ولكن من الآثار الجانبية المعروفه لهذا العلاج ألم بالمفاصل والعضلات، وربما تأثير سلبي على العضلات لدى بعض المرضى، وباالتالي ينصح الأطباء بتجنب ممارسة الرياضية، وبالأخص العنيفة منها، أو المرتبطة بالعضلات بشكل أساسي مثل حالتك، وأنا أميل لذلك الرأي، وفي النهاية وصف العلاج يحتاج موازنة الأمور الإيجابية والسلبية، ومدة العلاج تعتبر قصيرة نسبيا، وبعدها من الممكن أن تعود إلى كامل نشاطك.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء.