السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوج منذ سنتين ونصف، ولم يحدث حمل حتى الآن، بالرغم من الذهاب إلى الكثير من الأطباء اللذين أجمعوا أنه لا يوجد أي مانع عضوي عندي أو عند زوجتي.
سؤالي هو كالاتي:
1- هل من الممكن وجود سبب آخر غير عضوي مثل سحر أو مس يمنع حدوث الحمل؟ خصوصا أن العلاقة الخاصة بها بعض التوترات، مثل: أن زوجتي لا تشعر بمتعة الجماع، وأن الإيلاج يكون صعبا في أغلب المرات بسبب عدم نزول أي سائل من الزوجة للترطيب، مع أنه يحدث مداعبات كثيرة.
2- بعض الأصدقاء نصحوا زوجتي بمحاولة الذهاب إلى شيخ أو معالج بالقرآن، وبالفعل تواصلت زوجتي عن طريق التلفون بسيدة يشاع عنها أنها تعالج بالقران، وهذه السيدة سألت زوجتي عن اسمها واسم الزوج، وقالت لها اتركيني نصف ساعة وعاودي الاتصال بي، وبعد الاتصال بها قالت لها أنه لا يوجد سحر أو أي أعمال، ولكن قرينتك تغار منك، وهي السبب في منع حدوث الحمل، وأرسلت لها ثلاث بيضات مكتوب عليهم: الله ومحمد وبعض الأحرف غير المفهومة، وقالت لها أن تأكلها، وفعلا زوجتي أكلتها، مع أن رائحتهم سيئة جدا، وأرسلت لها أشياء غريبة، وبعض الملح، وكتابا صغيرا، وقالت لها أن تضعها تحت السرير، وبعد 15 يوما سوف يحدث الحمل، وطلبت مبلغا من المال, فهل هذا يعتبر جدلا وشعوذة أم أنه علاج شرعي؟
خصوصا أن زوجتي قالت لها بأنها لا تريد أن تفعل شيئا محرما، فأكدت لها السيدة أن تبدأ قبل كل شيء بالقرآن، فإذا كان الذي أقدمت عليه زوجتي حراما، فماذا عليها أن تفعل للتوبة؟ وماذا نفعل في الأشياء الموجودة في البيت التي طلبت السيدة أن نضعها تحت السرير؟ وهل البيض الذي أكلته زوجتي له أي ضرر؟ وهل موضوع غيرة القرينة صحيح؟ ولو كان صحيحا ماذا علينا أن نفعل للوقاية منه؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الشبكة الإسلامية وردا على استشارتك أقول:
إن الأولاد رزق من الله يهبه لمن يشاء في الوقت المقدر، ويمنعه ممن يشاء، قال تعالى: (لله ملك السماوات والأرض ۚ يخلق ما يشاء ۚ يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور... الآية).
طالما ونتائج الفحص عندكما إيجابية فلا قلق -إن شاء الله- فالحمل قد يتأخر بعض الوقت، ولكن يمكنك استشارة الطبيبة المختصة، فيمكن أن تصف بعض الأدوية المنشطة للزوجة، والتي تؤدي إلى تنشيط الغدد المسؤولة عن إفراز السائل المرطب للرحم.
لعل الموضوع يشغل بال زوجتك أكثر من اللازم، فصار هاجسا يرافقها من بداية العملية الحميمية إلى نهايتها، ولذلك تكسل تلك الغدد عن إفراز السائل، ويزول عنها استشعار اللذة، فينبغي أن تنسى أو تتناسى الأمر، وأن تتفاعل مع العملية، وتستشعر العلاقة، ولعل زوجتك تجهل طرق التعامل التي تساعد على إفراز السائل، والتي منها أن تضغط على أسفل بطنها قليلا بين الحين والآخر، أو تطلب أنت منها ذلك أثناء العملية الجنسية، مثل طريقة الزحار، ويمكنك أن تستخدم قليلا من الزيت المرطب كزيت الزيتون بشكل مؤقت حتى تعتاد على الطريقة التي ذكرتها لك.
ننصح زوجتك أن تتعرف بطريقتها على النساء من أسرتها كأمها وأخواتها هل يعانين من الجفاف، فقد يكون الأمر وراثيا، فإن لم يكن كذلك، فيمكن أن يعالج بالطريقة التي شرحناها لك، وعليك أن تجتهد في كسر ذلك الحاجز النفسي الذي عندها، وأن تكثر من ملاطفتها أثناء العملية، وأن تتلطف معها ولا تكن عنيفا.
لا بأس أن ترقي زوجتك نفسها، وذلك بوضع يدها أسفل بطنها وتقرأ سورة الفاتحة وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة والمعوذات، وبعض الأذكار النبوية، والتي يمكن الرجوع إليها في كتيب حصن المسلم للقحطاني، كما يمكن أن ترقيها أنت كذلك صباحا ومساء.
لقد أخطأتما في الذهاب لتلك المرأة، فطريقتها طريقة المشعوذين الدجالين، وربما السحرة، ولا ندري عن ماهية ما أكلته زوجتك، ولا ما طلبت منكم أن تضعوه أسفل السرير، والذي ينبغي إخراجه فورا، وأن تستغفرا الله ولا تعودوا مرة أخرى لمثل هذا العمل، ولا يغركما قولها إنها تقرأ القرآن قبل كل شيء، فهكذا يدعي السحرة والمشعوذون، وربما كتبوا بعض الألفاظ من القرآن أو الأدعية من باب ذر الرماد في العيون كما يقال، وقد رأيتم كيف كتبت بعض الكتابات والرموز غير المفهومة.
ولن يتحقق شيئا مما قالته هذه الدجالة، ولعلكم لاحظتم كذبها، والسحر إن وجد فلا يخرج بهذه الطريقة، بل يخرج بالرقية الشرعية عبر القراءة على نفسيكما أو عبر راق ثقة ومأمون.
لا تستعجلا في موضوع الحمل، فهنالك من بقي خمس إلى عشر سنين من دون أولاد، ثم لما أتى أمر الله تم الحمل وتوالى الأبناء، فاصبرا وكونا راضيين بقضاء الله وقدره.
الزما الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فهما من أسباب زوال الهموم والكروب كما قال عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).
أكثرا من التضرع بالدعاء بين يدي الله أثناء السجود، وفي أوقات الإجابة، واسألا الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة، فالأمر بيده وحده سبحانه وعز شأنه.
وعليكما الإكثار من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
أكثرا من تلاوة القرآن الكريم، وحافظا على أذكار اليوم والليلة تطمئن قلوبكما كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
نسعد كثيرا بتواصلك في حال أن استجد أي جديد في موضوعك، ونأمل أن يأتينا خبر مفرح بحمل زوجتك.
أسأل الله تعالى أن يصلح لك زوجك، وأن يرزكما الذرية الصالحة، ويهب لكما السعادة.
والله الموفق.