السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي قالت أنها يتيمة قبل زواجها، وبعد مدة أخبرتني أنها اكتشفت أن أمها مطلقة، وأن أباها متزوج هو الآخر، وقالت أنها عرفت بسبب أوراق كانت مخبأة في محفظة في البيت، لم تقم بمراعاتها أبدا ولم تنتبه، وأن أهلها هم من كذبوا عليها لكيلا تتأثر، ولكي لا يساء فهم الأمر.
الآن أمها متزوجة، وأبوها أيضا، وأنا احترت وصدمت ولا أستطيع إخبار أهلي، فهل هذا يعتبر غشا!
أأطلقها يا سادة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ jamal حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على تواصلك مع موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح الحال، والذي يمكن أن ننصحك به:
بداية عليك أن تصبر عليها، وتعلمها وتحسن إليها وترغبها في الخير، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء" رواه البخاري برقم 3331، ولأنها امرأة وإنسانة ليست معصومة من الخطأ، وتجربتها في الحياة محدودة، ولعلها كذبت عليك لأنها لا تريد أن تخبرك بأن والديها مازالا أحياء بسبب أن أباها قد طلق أمها، وأنها لو أخبرتك بالأمر فلعلك لا تقبل بها زوجة لك، ولذلك عليك أن تدعوها إلى التوبة إلى الله مما فعلت.
وكونك سألت هل أطلقها فنقول لك إن الطلاق ليس حلا، فقد يؤدي الطلاق إلى كسر خاطرها، ثم قد تحرم من الزواج من آخر، فنظرة المجتمع للمطلقة فيها قسوة مفرطة.
ومما يمكن أن ننصحك به أنه لعل في هذه الزوجة صفات إيجابية أخرى، والمطلوب منك التوزان في التعامل معها ؛ فإذا كانت عندها هذه الكذبة التي وقعت فيها، فلها في المقابل جوانب حسنة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال: غيره" رواه مسلم برقم 1469.
ومعنى لا يفرك، أي لا يبغض الرجل زوجته لبعض الصفات السيئة إذا كان يجد منها صفات حسنة، ولذلك اشكرها على صفاتها الحسنة واثني عليها بها، وحاول برفق إصلاح صفاتها السيئة.
أما مسألة كيف تخبر أهلك، فهذا أمر يسير، فبما أنك اقتنعت ببقائها في عصمتك لما رأيت فيها من الخير، فإخبار الآخرين بأنها ليست يتيمة يحتاج إلى التدرج، فابدأ بالكبير كالوالد، فإذا غضب فقل له لقد استشرت أهل العلم فقالوا اصبر عليها وادعوها للتوبة، أتوقع أن يكون رده بالاقتناع بالخبر، ثم هو سيتولى إخبار الآخرين.
أنصحك أخيرا أن تجتهد في الدعاء لها في ظهر الغيب، ادعو لها بالصلاح، بالهداية، وأبشر بخير فالله جواد كريم، لا يرد دعاء من لجأ إليه.
وفقك الله لمرضاته.