السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره 5 سنوات، أعاني من عصبيته، وعدم تقبله لكلامي أبدا، فإذا رفضت له طلبا يبدأ بالصراخ حتى يتحقق طلبه.
كلماته قليلة، لا يحب الاحتكاك بالأطفال كثيرا، يلعب معهم 5 دقائق فقط، ثم بعدها يبتعد عنهم، يسرح كثيرا، متعلق بالأجهزة بشكل فضيع، فبمجرد أن يستيقظ يمسك بالجوال، فأبعده عنه.
ولدي كان اجتماعيا، وكان دائم التبسم، ولكنه فجأة انقلب حاله، وأصبح يجري في الصالة ويدور، ويصدر أنينا.
في السنة القادمة ينبغي أن يدخل الروضة، وأريد أن أعدل من وضعه قبل ذلك، أريد أن يرجع كما كان في السابق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
للجواب الشامل على سؤالك هذا، يفيد أن نشير لأمرين.
الأول: يتعلق بسلوك الطفل، وفي كيفية الاستجابة لطلباته، وخاصة عندما يصر الطفل على ما يريد، فالقاعدة المفيدة هنا في عدم الاستجابة لطلباته طالما أنك تعتقدين بأنها طلبات غير مقبولة بالنسبة لك، وأنت لن تستطيعي مقاومة الاستجابة لطلباته إذا كنت غير مقتنعة بهذا الأمر.
ومن الطبيعي أن يحاول الطفل اللعب على عاطفتك من باب أن يبكي ويبكي حتى تقلقي عليه، وبالتالي تخضعين وتستجيبين لطلبه، وربما قلت له "هذه آخر مرة"! والتي ربما كررتها عليه مرات ومرات، حتى فقدت معناها عنده.
وإذا كان في السابق يبكي لدقيقتين حتى يحصل على ما يريد، فمن الطبيعي أن يحاول الآن أن يبكي لعشر دقائق، فهو سيستغرب لماذا لم تستجيبي لطلبه كالسابق، ولعلك لم تسمعي بكاءه! ولذلك فقد يسوء الأمر قليلا قبل أن يتحسن، فما عليك إلا التحلي بالصبر والتصميم على عدم الخضوع والاستجابة.
وستلاحظين بعد عدد من المرات من عدم الاستجابة أنه تعلم بأن البكاء والصراخ لا يأتي له بما يريد، وسيتعلم أنه للحصول على ما يريد فلا بد له من الطلب بهدوء، وفقط عندما توافقين على طلبه.
الأمر الثاني: أن سؤالك يشير لبعض التغيرات في طبيعة هذا الطفل وفي سلوكه وتعامله معك ومع الأطفال الآخرين، ومن باب الاطمئنان، فإني أنصحك بعرض الطفل على أخصائي طبيب أطفال ليقوم بالفحص الشامل، وخاصة تطور الطفل النفسي والسلوكي، وكذلك حواسه المختلفة كالسمع وغيره، للتأكد من أن الطفل في غاية الصحة والعافية، وفي الغالب فإن الطفل في صحة وعافية، ولكن من باب الاطمئنان.
وفقكم الله، وحفظ طفلكم من أي سوء.