خطيبي يشاهد المواقع الإباحية.. هل أفسخ الخطبة؟

0 264

السؤال

السلام عليكم

عرفت بالصدفة أن خطيبي يشاهد المواقع الإباحية باستمرار! لم أملك القدرة على مواجهته! ولكنني لم أستطع التغافل في هذا الأمر! وأصبحت أدقق على أتفه الأسباب لفسخ الخطبة! وعندما لم يقتنع أحد من أسرتي بأسبابي، اضطررت أن أقول السبب الحقيقي! وكانت صدمتي بأن الجميع يرى أنه أمر وارد، وبرروا لي هذا بأنه شاب، ويريد الزواج، وأن كل من في نفس هذه الظروف يفعل هذا! أنا لا أريد من حياتي شيئا غير رضا الله، وإن كان قدر لي ربي الزواج، فلا أريد إلا زوجا تقيا يعينني على الطاعة والسير والتقرب إلى الله!

نحن أصبحنا في زمن فتن، وأنا أريد أن أنجو من هذه الدنيا غير مفتونة! ونحتاج إلى من يعيننا لطريق الله كي نرتقي بأنفسنا من هذا الضلال! أنا بشر، وأعلم أني أيضا لي أخطائي، وذنوبي كثيرة! ولكنني ليس لي القدرة على تجاوز هذا الأمر! استخرت الله كثيرا، ولكنني في تخبط بسبب آراء من حولي! وأصبحت عاجزة عن اتخاذ القرار! ماذا أفعل؟ بينوا لي طريقا للحق لأسلكه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع موقع استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يصلح الحال، وأما الجواب على ما ذكرت فيمكن أن يكون في التالي:
ـ بداية الذي يمكن أن ننصح به التعرف هل هذا الخاطب يمتاز بالاستقامة وحسن الخلق، فإذا كان كذلك، فيمكن أن يكون هناك أمل في تركه لهذا المنكر مستقبلا، وأما إذا كان ضعيف الإيمان، أو لا يصلي، أو أنه سيء الأخلاق، فهذا لا يصلح أن يكون زوجا لك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 270.

ـ والأمر الذي يمكن أن ننصحك به، عليك نصح هذا الخاطب بترك مشاهدة الأفلام الإباحية بطريقة غير مباشرة؛ لأنه لا يليق بك أن تلتقي معه، وتجلسي معه، لأنه ما زال رجلا أجنبيا عنك، وإن كان قد حصل بينكما وعد بالزواج، ومما يمكن أن ينصح به الخاطب بطريقة غير مباشرة، أن من الأضرار التي تحصل لمن ابتلي بالنظر للمقاطع الخليعة الأمور التالية:
- ضعف الإيمان والتكاسل عن الطاعات، بل وكره الطاعة.

- ومنها الوقوع في عشق الصور، وتخيلها دائما أمامه مما يعطل الفكر والعقل، فيصبح المدمن عضوا فاسدا في المجتمع لا هم له سوى النظر والشهوة فيصبح كالبهيمة التي لا تعقل.

- ومنها الخوف من الوقوع في الزنا؛ لأن هذا النظر يهيج على الزنا وهو من أكبر دواعيه، ومنها محاولة إفراغ الشهوة عن طريق العادة السرية، وهذا يؤدي إلى الضعف الجنسي عند الزواج أو العقم، ومنها أن الإكثار من المشاهدة دون توقف لا يحصل منها إشباع الرغبة، بل يستمر الإنسان في التمادي في ذلك والاستمرار على ذلك خطره عظيم، ومنها الخوف من سوء الخاتمة، فنخشى أن يموت من فعل ذلك، وهو مواقع لهذا الأمر.

- ومنها الزهد والبعد عن الزواج؛ لأن من أدمن على ذلك زهد عن الزواج، ولا يرغب فيه بل إذا تزوج لا يحب المعاشرة للطرف الآخر، ويظل باحثا عن النظر الحرام.

- ومنها أن من فعل ذلك حرم من الغيرة على المحارم، فيصبح لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر.

- ومنها أنه يحصل لمن وقع في هذا الإدمان الاضطراب النفسي بسبب هذه المعصية، وقد يتطور الأمر إلى أن ينتحر ويقتل نفسه.

- ومنها أنه يخشى أن من أدمن على ذلك أن يصبح مجاهرا بمعصيته داعية إليها، ومن ثم يكون عليه وزره ووزر من تبعه وسار على طريقته.

ـ ومما ننصح به للخلاص من النظر للمقاطع الخليعة ومن الإدمان للنظر إلى الأفلام الإباحية.

1) الإقرار بالإثم والخطأ، وتصور حقيقة هذا المنكر وأنك تريد الخلاص وضرورة مواجهة النفس الإمارة بالسوء هذا جزء من المعالجة.

2) ومن العلاج التخطيط السليم للخلاص من الإدمان، فيكون العلاج بالآتي:

* سرعة التوبة إلى الله تعالى بإخلاص وصدق والعزم المؤكد من القلب على ترك هذا الأمر.

* الإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من قول لا حول ولا قوة الا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

* الدعاء والتضرع إلى الله بطلب العفة والبعد عن النظر الحرام في كل وقت وخاصة في ساعات الاستجابة.

* السعي الجاد إلى التغيير بقرار شجاع مع الاستعانة بالله تعالى، وذلك بتغيير العادات التي تدفع إلى مشاهدة الحرام فلا يقفل الإنسان الغرفة على نفسه، ولا يكثر السهر، ولا يكثر الخلوة، وعليه ترك الرفقة السيئة، وأن يشغل نفسه بكل نافع ومفيد، ويجب عليه إبعاد الأجهزة الالكترونية المهيجة للحرام، وحذف جميع المقاطع الخليعة التي بحوزته.

إذا حصل ترك النظر للأفلام الإباحية لفترة من الزمن، فينبغي الحذر من الانتكاسة والعودة مرة أخرى، ولكن ينبغي حمل النفس على الاستمرار، ومن وسائل التغيير السعي إلى طلب الزواج لما فيه من تكوين الاستقرار النفسي وتفريغ الشهوة بطريق مباح.

* إذا لم يتيسر الزواج في الفترة الراهنة، فينبغي الإكثار من الصيام، وترك تناول الأطعمة المهيجة للشهوة.

* ومن أقوى العلاج استشعار عظمة الله ومراقبته في كل حال، وأنه مطلع عليك وسيحاسبك على نظرة حرام...
كما أوصى لقمان الحكيم ابنه كما حكى الله عنه قال تعالى {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ۚ إن الله لطيف خبير} سورة لقمان آية ١٦.

وفي الأخير، ترك الإدمان للنظر الحرام قراره بيده، وهو قادر الآن على البدء في الخلاص من ذلك، فليكن صاحب إرادة قوية، وأن يحدد الهدف بدقة، وهو ترك الإدمان بالكلية، وليكن شجاعا وصبورا.

ـ وأخيرا ضعي فترة زمنية لمحاولة نصحه وعودته إلى جادة الصواب، وخاصة إذا كان لا يصلي، وإلا فلا حرج عليك في فسخ الخطبة، ولعل في ذلك خير لك في دينك ودنياك..

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات