فتاة تريد الخلاص من أشباح الماضي المتعلقة بالعلاقات المحرمة، كيف لها ذلك؟

0 603

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

بداية أود أن أشركم على جهودكم العظيمة! جزاكم الله الثواب الكبير! وأرجو منكم أن تعذروني إذا أطلت عليكم في مشكلتي! ولكن أحاول أن أفرغ ما في داخلي لديكم، وأجد الراحة عندكم بإذن الله تعالى!

قبل عدة سنوات أحببت شابا، وهو أحبني، واستمرينا مع بعض قرابة سنة ونصف على أن نتزوج بعد مدة، ولكن هذا الشاب غدر بي، وتركني دون سابق إنذار بحجة أني لا أرضى أن أذهب معه، ولا أهتم به! وأحب وارتبط بفتاة أخرى! كانت صدمتي قوية! وأجهشت بكاء! لكنه كان يعود لي بعد ذلك ليقول: إنه أحبني أنا! ويغيب دون أي خبر! ويعود هكذا!

وارتبطت بشاب آخر، ولكن أيضا تركني دون عودة! غير أنه اعتذر! مع أنهم كان يشيدون لي بأني لا أستحق ذلك، وأني كنت محافظة على نفسي! وصدمت مرة أخرى! تعبت نفسيتي كثيرا! وأنا أعلم أن علاقتنا هذه محرمة، ولكني لم أكن متمسكة بالأمور الدينية، ولم أكن أصلي، وتبت والحمد لله!

المشكلة أني لم أنس ما حدث! خصوصا من أحببت أول مرة! وأعلم أنه كما تخلى عني أول مرة سيتخلى مرة أخرى! وكان لا يجب أن أعود له في مرات تالية، ولكن كنت أحبه جدا! وصدمت مرة أخرى بأنه خطبها، وقبل أشهر تزوجها! كانت كالصاعقة علي! المهم بعد ذلك بدأت أقوي الوازع الديني لدي، وأصبحت أصلي، واستغفرت الله تعالى عن هذه العلاقة، وتبت، وصليت استخارة أكثر من مرة على هذا الشاب، وأيقنت أن الله تعالى أراد لي الخير بأني تخلصت من هذا الشاب؛ لأنه ربما لا تكون سعادتي معه!

ولكن هذا الموضوع لا يغيب عن بالي! أحس أشباح الماضي تلاحقني! مع أني حاولت نسيانه، لكن صورته هو وزوجته دائما معي! حتى عندما أذهب إلى عملي! عندما أعمل على كمبيوتر أرى وكأن صورة تلك الفتاة أمامي تذكرني بها وبه! مع أن الموضوع قديم، مرت عليه سنوات! أرجوكم ما الحل!؟ يطاردونني في كل مكان بصورهم! حتى أني أخاف أن ألتقي صدفة بهم!

دائما أدعو الله تعالى أن يرزقني بالزوج الصالح؛ لأنسى ما حدث معي! وأكون خير زوجة! فأنا تبت عن العلاقات المحرمة، ولن أعود لها إن شاء الله! ولكن أحس بالماضي في علاقاتي الفاشلة ككابوس لن ينتهي من حياتي! وأنا عمري 25، ولم أخطب للآن! لا يوجد شخص آخر أحبه حتى أنسى من أحببت! وأنا أؤمن بالنصيب والحمد لله!

وقد تجيبونني بأن أشغل نفسي في الأمور الأخرى، ولكن أنا أعمل طيلة النهار تقريبا، ومع ذلك أجد الماضي يلاحقني في عملي! وعندما أتذكر أشعر بالخوف، ورغبة في البكاء والندم على ما فات! أرجوكم ماذا أفعل!!؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، وكلنا بالموقع آذان صاغية لك ولكل من يزورنا في الموقع، فلا تترددي في الاتصال بنا في أي وقت وفي أي موضوع، فنحن دائما في انتظارك أنت وجميع الراغبين في زيارة موقعنا، ونسأله -جل وعلا- أن يغفر لك، وأن يتقبل توبتك، وأن يثبتك على الحق، وأن يعوضك خيرا من هذا الشاب وأصلح.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فأنصحك بداية بحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أن من عليك بالتوبة ويسر لك العودة إليه، وأعانك على المحافظة على نفسك والإقبال على الصلاة والطاعة، والإقلاع عن تلك العلاقات المحرمة، فهذه كلها نعم لا تقدر بثمن، ويوم القيامة ستعرفين فضلها وأثرها وبركتها، فاحمدي الله من كل قلبك.

وأما عن هذا الشاب الذي تخلى عنك وتزوج بأخرى، فاعلمي أنه لو كان لك فيه نصيب وأن الله قدره لك، فلا يمكن لأي قوة مهما عظمت أن تحول دون تحقيق مراد الله أبدا، ولكن حقيقة الأمر أنك لست من نصيبه، وهو كذلك ليس من نصبيك، وهو قد أخذ نصيبه من النساء وأنت عما قريب سيأتيك نصيبك -بإذن الله-؛ لأن الله جل جلاله كتب لكل امرأة حظها من الرجال، فلا بد وأن تدرك ذلك مهما طال الزمن، والرجال كذلك، فالزواج من الأرزاق المقدرة مثل الغنى والفقر والصحة والمرض وغير ذلك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا أن الله قدر المقادير قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وما قدره الله لا بد من وقوعه وحدوثه في الزمان والمكان الذي حدده الله، فهذا الشاب والذي جاء بعده لم يكونا من نصيبك، وإلا لما تخليا عنك أبدا، وكل الذي عليك أن تواصلي المحافظة على علاقتك بالله على أحسن وجه، وألا تتعجلي الأمور، وأن تواصلي الدعاء أن يرزقك الله الزوج الصالح، فهذا مطلوب منك شرعا.

وإذا من الله عليك بذلك، فسوف تبدأ عملية نسيان الشاب الأول بصورة طبيعية، لأنك الآن تعانين من نوع من الفراغ العاطفي، والذي يجعلك تتذكرين هذا الشاب بصورة دائمة، ولكن مع الأيام سوف تمحى هذه الصورة وتصبح في عالم النسيان، وأوصيك بالدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على النسيان، وأن يخلصك من هذا الكابوس، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يعوضك ويسعدك ويرضيك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات