السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، قبل ثلاث سنوات كنت أعاني من الخوف من الموت، وأشعر بضيقة ودوخة، وأتضايق من الأنوار أحيانا، وأشعر بشيء يقف في حلقي، وصعوبة في النوم، وخوف شديد عند النوم، وسرعة في دقات قلبي، وزيادة في التركيز.
عانيت من تلك الأعراض لمدة سنة، والآن عادت لي الأعراض ذاتها، فكيف السبيل للتخلص منها؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الخوف أو رهاب الموت، والضيقة، والدوخة، وسرعة خفقان القلب، وصعوبة النوم، كل هذا الأشياء أعراض للقلق والتوتر النفسي، أنت لم تذكر عرضا واضحا من أعراض الهلع لكي نقول هذه نوبة هلع، أو مرض اضطراب الهلع الذي حصل لك قبل ثلاث سنوات، ولكن واضح أنه نوع من أنواع القلق والتوتر، ومن أكثر الأشياء التي تضايق الإنسان في التوتر هو الخوف، أو رهاب الموت، والتفكير في الموت بانتظام وبتكرار، واضطرابات النوم أيضا، خاصة صعوبة في الدخول إلى النوم.
المهم جدا -يا أخي الكريم- أن تتعلم كيف تسترخي، لأن الاسترخاء ضد التوتر، والضدان لا يجتمعان، فأنت لا تستطيع وقف هذا الخوف وهذه الأفكار، فهي تأتي غصبا عنك، ولكن إذا استطعت أن تتعلم كيف تسترخي، فسوف تقفل على هذه الأعراض المجال، أو سوف تطردها، ويكون بك طمأنينة واسترخاء.
وهنالك عدة طرق للاسترخاء، هناك أشياء بسيطة يمكن أن تقوم بها أنت وتساعدك على الاسترخاء، مثل الرياضة، خاصة رياضة المشي، رياضة المشي يوميا لوقت معين يساعد على الاسترخاء الجسدي وبالتالي الاسترخاء النفسي.
وأيضا -يا أخي الكريم- المحافظة على الصلاة، والحرص على صلاة الفجر مع الجماعة، والدعاء، وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار -خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار-، كلها أمور تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، وراحة البال والنفس، وبالتالي تؤدي إلى الاسترخاء، خاصة الخوف من الموت، إذا امتلأ القلب بالسكينة والطمأنينة والراحة، ابتعد الخوف من كل شيء، حتى الخوف من الموت، أو من المستقبل -كما يقال-، لأن كل شيء بيد الله، ومن خاف الله أمنه الله في الدنيا والآخرة.
الأشياء الأخرى التي يمكن أن تعملها أيضا: النوم مبكرا، والاستيقاظ مبكرا، هناك أشياء محددة يمكن أن نعملها لانتظام النوم، وهي:
• يجب أن نحدد وقتا معينا للنوم كل ليلة، وقت ثابت لا يتذبذب ولا يتغير.
• القيام بإطفاء الأنوار حين الشروع في النوم.
• عدم حمل هموم اليوم إلى الفراش.
• تجنب تناول الطعام الدسم قبل النوم.
• تجنب شرب المنبهات ومحتويات الكافيين، خاصة الشاي والقهوة، والبيبسي والكولا والشكولاتة ليلا، ويستحسن أن يكون آخر كوب للقهوة أو الشاي قبل الساعة الخامسة مساء.
• الحرص على أذكار النوم ولو أقل الأذكار منها.
• الوضوء وصلاة ركعتين بعدها يساعد على النوم.
• إذا رقدت في فراشك -على السرير- ولم يأتك النوم لفترة نصف ساعة، فانهض وقم منه ولا تتقلب، وقم بأداء أشياء أخرى، اقرأ رواية، اقرأ صفحتين من القرآن الكريم، أكمل أذكار النوم، شاهد أحد البرامج في التلفاز، حتى يأتيك النوم مجددا.
كما يمكنك تعلم الاسترخاء الجسدي بواسطة العضلات، أو الاسترخاء بواسطة التنفس يوميا، أغمض عينيك لمدة خمس دقائق، وخذ نفسا عميقا، وأخرج هذا النفس عدة مرات لمدة خمس دقائق، وأثناء هذه الفترة قم بالتفكير في شيء جميل، في منظر مبهج جميل، في تذكر شخص تحبه وترتاح إليه، أو تذكر أشياء تدخل السرور على النفس، فهذا أيضا يؤدي إلى الاسترخاء.
وإذا كانت كل تلك الأشياء لم تفد معك، فعليك بالتواصل مع معالج يعلمك هذه الأشياء، -وبإذن الله تعالى- تختفي كل هذه الأعراض، وأنت لا تحتاج إلى أدوية في الوقت الحاضر.
وفقك الله وسدد خطاك.