لا أحس بالحياة بسبب الخوف الشديد من موت أحد والدي!

0 110

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أعاني الخوف الشديد من موت أحد والدي، أخاف فقدانهما إلى حد الهلوسة، وأدعو الله دائما أنا أموت قبلهم، ولكني أخاف أيضا من الموت، ليس من الموت بحد ذاته، ولكن من لقاء الله ومن الحساب، فأنا أعيش على الجمر لا أريد أن أحس بشعور فقدان والدي، وأخاف الموت، هذه الحالة أتعبتني كثيرا، ومنعتني من عيش حياة طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الموت حق وله أجل مسمى لكل حي لا يتقدم ولا يتأخر قال سبحانه: {ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون} [المنافقون: ١١].

وخوفك من موت أحد والديك لن يؤخر موته وعدم خوفك لا يقدم موته، فلا تتعبي نفسك فيما لا قدرة لك عليه، لذا ننصحك بتغيير نمط تفكيرك وإبعاد هذه الخواطر عن نفسك.

ثقي بالله سبحانه أنه لن يضيعك، وعليك بالدعاء لهما بالصحة والعافية والحياة الطيبة، فهذا أولى وأفضل من مجرد الخوف المجرد.

لا يجوز لك الدعاء على نفسك بالموت قبلهم، فقد ورد النهي عن تمني الموت؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه, فإن كان لا بد فاعلا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي, وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ) متفق عليه.

وخوفك من لقاء الله والحساب بين يديه يجب أن يدفعك للعمل الصالح والاستعداد للوقوف بين يدي الله جل وعلا.

أما الخوف السلبي الذي لا يدفع إلى عمل، بل خواطر ووساوس فهو مرض في حد ذاته، ويحتاج إلى علاج بالإقلاع عنه وقطع التفكير فيه واستبداله بالتفكير الإيجابي عن الحياة وعمارتها وطاعة الله فيها وجعلها مزرعة للدار الآخرة.

ويعالج بالذكر وقراءة القرآن والتسبيح والصلاة ونحوها من الطاعات، والابتعاد عن الانزواء والانطواء وشغل النفس بالعمل والإنتاج فيما تقدرين عليه من عمل المنزل، أو القراءة والاطلاع ونحوها، والمشاركة في العلاقات الاجتماعية والاسرية المنضبطة بالشرع، وتدريب النفس على تحمل المسؤولية والبعد عن السلبية.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات