آلام في المعدة تختفي مع المسكنات ثم تعود، كيف أتخلص منها نهائيا؟

0 190

السؤال

السلام عليكم

أعاني كل عدة أشهر من ألم شديد في رأس المعدة، يستمر 3-4 أيام، قمت بعمل تحاليل وأشعة، وكانت النتيجة سليمة، وتختفي الآلام مع المسكنات ومضادات الارتجاع في الطوارئ، ثم تعود اليوم التالي.

أتناول عقار باريت 20 منذ سنوات، بالإضافة إلى باسكوبان عند حدوث آلام بسيطة، ومنذ حوالي السنة تم وصف عقار اميتريبتلين 10، حيث تم ربط الآلام بالقلق والقولون العصبي، وشعرت بتحسن، وقبل 3أشهر تم وصف عقار سيبرالكس 10، مع الاستمرار على اميتريبتلين 10، ولم أحس بفرق، بل إن الآلام رجعت بشكل متقطع، وأصبحت أشد قوة، ولا تستجيب للمسكنات.

أرجو إفادتي؛ حيث أن هذه الآلام تؤثر على حياتي الشخصية والعملية بشكل كبير منذ سنوات.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
أنت كما تفضلت وأوضحت في رسالتك فإن هذه الآلام التي تأتيك في رأس المعدة متكررة ومزعجة، والحمد لله تعالى الفحوصات الطبية كلها سليمة، ربما يكون من الأحسن إجراء فحص بالمنظار إذا لم يتم هذا، وذلك لمجرد التأكد، فكثيرا ما يكون تجمع الأحماض هو السبب في مثل هذه الآلام، والطبيب الذي ذكر لك أن الأمر مرتبط أيضا بحالة قلق نفسي، هذا تفسير صحيح، واضطرابات القولون العصبي – أو ما يسمى بالقولون العصابي – كثيرا ما تكون مرتبطة بالقلق النفسي والتوترات النفسية، ونفس الشيء يحدث بالنسبة لاضطرابات المعدة.

وكثير من الناس تتصف شخصياتهم أصلا بالقلق كجزء من المكون النفسي لبناء شخصياتهم، وهؤلاء قد يكونون عرضة لمثل الأعراض التي تشتكي منها.

والقلق – أيها الفاضل الكريم – يمكن أن نحوله إلى طاقات إيجابية مثمرة، وذلك من خلال: أن تحسن إدارة وقتك، وأن تكون لك مهام يومية، وأن تنجز ما تريد إنجازه، وممارسة الرياضة بصفة يومية هي من العلاجات الممتازة جدا لمثل هذه الحالات.

وأريدك أيضا أن تكون شخصا معبرا عن ذاتك، لأن السكوت عما يدور بالنفس إيجابيا كان أم سلبيا يؤدي كثيرا إلى التوترات الجسدية الداخلية، وأكثر أجزاء الجسم التي تتأثر هي الجهاز الهضمي.

فيا أخي: أنا أنصحك بالمزيد من التواصل الاجتماعي، والتعبير عما بداخلك وذاتك، وذلك بجانب حسن إدارة الوقت واستغلاله فيما هو مفيد، وممارسة الرياضة. هذه علاجات أساسية ومهمة جدا.

أما بالنسبة للعلاجات النفسية الدوائية فأنا أتفق معك أن الـ (إيمتربتالين) دواء جيد، دواء قديم لكنه ممتاز وفاعل في مثل هذه الحالات، وهو زهيد الثمن جدا، فيا أخي الكريم: أرجو أن تستمر عليه، لكن بجرعة خمسة وعشرين مليجراما وليس عشرة مليجرام، وأريدك أن تستمر عليه بهذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

وأريدك أن تدعم الإيمتربتالين بعقار آخر يعرف باسم (جنبريد) منتج سعودي ممتاز جدا، وفاعل جدا لعلاج هذه الأعراض النفسوجسدية، واسمه العلمي (سلبرايد)، وهو أيضا قليل التكلفة المادية، فيا أخي الكريم: ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، ولا داعي لاستعمال السبرالكس؛ حيث إنك لم تستفد منه.

أنا متأكد بتطبيق ما ذكرته لك وتناول الدواء حسب ما هو موصوف، وتجنب استعمال المسكنات، هذا سيفيدك كثيرا، وكما ذكرت لك: تواصل مع طبيب الجهاز الهضمي، وإن كان هنالك داعي لإجراء منظار للمعدة، فأرجو أن تقوم بذلك، خاصة أن هذا الفحص بسيط ومطمئن جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات