ابني غير مهتم نهائياً بالدراسة فلا يذاكر ولا يحفظ، ما الحل؟

0 213

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ دخول ابني أحمد إلى المدرسة، علما أنه رابع أولادي، ومنذ دخوله لمدرسة تحضيرية أخذته اللامبالاة، وتزيد مع مرور الأيام.

أصبح في السنة الثانية من التعليم الابتدائي، وهو بعمر 7 سنوات، لا اهتمام بالدراسة ولا يخبرنا حتى عن نشاطاتهم المدرسية، ولا اختباراتهم ولا برامجهم وفروضهم وواجباتهم! هو باختصار أصم أبكم عند ما يسأل عن هذا الموضوع.

كما أنه بطيء الحفظ، لأنه لا يسعى أصلا إلى هذا، هو فقط يكرر كلامك، وإذا شرحت حالته التي ستتسلل إلى ذهنك توحي أنه مريض أو مصاب، لكنه جدا شاطر وذكي، ويسعى إلى تعلم أي شيء إلا الدراسة فليست في دائرة اهتمامه.

حتى أستاذه لم يعد يبالي به، ويناديه بالغبي، كما أنه في كل مرة أود الحديث معه يتهرب مني، فهو الوحيد الذي لا يكتب ولا يقرأ، رغم أن لديه قدرة استيعابية، فهو يجيد نطق الحروف، كما أنه يعرفها، ويجيد المراحل الأولى في الحساب، لكن بعد مدة طويلة من الجهود المبذولة، فأنا دائما أدرسه، إضافة إلى أنه يقوم بدروس خصوصية، فيتجاوب مع معلمته ويتفاعل أحسن لكن في القسم لا حياة لمن تنادي، أصبح موضوعه يرعبني، خاصة أنه في عمر الزهور.

أريد الحل، فأنا أفعل كل ما بوسعي، حتى وإن تطلب هذا تغيير المدرسة، أو تحويله إلى مدرسة خاصة، أريد فقط حلولا مقنعة.

أرجو أن تردوا علي في أقرب وقت، لعلكم تكونون سببا في إسعاد عائلة كاملة، دمتم في رعاية الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال عن طفلك الذي يقلقك، أعانك الله على إصلاح الأمر، وعلى أن يلهمك الصبر.

الكثير مما ورد في سؤالك إنما هو أمر طبيعي، حيث معظم الأطفال لا يحبون أن يتكلموا أن "يعطوا تقريرا" عن اليوم في المدرسة، ولأسباب كثيرة منها أنه يعتقد أن أمر المدرسة قد انتهى مع نهاية الدوام، فملاذا يعود للحديث في هذا الموضوع، أو أنه يشعر بأن وقته بعد نهاية الدوام إنما هو وقت قصير ولا يريد أن يضيعه في الحديث وتفاصيل ما جرى معه في ذلك الصباح، كثير مما ورد في سؤالك إنما هو أمر طبيعي، فالأصل أن لا يقلقنا كثيرا.

لا شك أني تألمت مما ذكرت من أن المعلم ينادي هذا الطفل ببعض الألقاب غير المناسبة، والتي ستضر هذا الطفل كثيرا.

حاولي أن تتواصلي مع طفلك هذا بالتركيز على الجوانب الإيجابية عنده، وليس مجرد التركيز على الأمور السلبية، ففي التربية وعلم النفس هناك قاعدة أن السلوك الذي نلاحظه سيتكرر مع الوقت بينما السلوك الذي نتجاهله يخف حتى يختفي مع الوقت، ونحن معشر الآباء والأمهات مع الأسف بدل أن نركز على الإيجابيات نجدنا نركز على السلبيات، ولذلك نجد أن السلبيات تكثر، بينما الإيجابيات تخف وتختفي.

في اليوم الذي يتحدث معك عن أمر مر معه في المدرسة، مهما كان أمرا صغيرا، فحاولي أن تشكريه أنه تحدث معك، وستلاحظين أنه سيستمر بالحديث، وسيزداد هذا الأمر.

حاولي أن تعالجي موضوع ما أسميته بضعف الاهتمام بشكل غير مباشر، فالأفضل أن لا تذكري له بأنه يبدو وكأنه قليل الاهتمام لأن هذا سيؤصل عنده هذه الصفة، وإنما حاولي أن تتعايشي معه من خلال اللعب والحديث وقضاء الوقت معا.

ربما يحتاج الأمر أيضا أن تزورا مدرسة الطفل، وتتحدثوا مع المعلم عن تطور الطفل، وكيف يمكنه أن يساعده.

وفقكم الله، وأقر عيونكم بهذا الطفل، وجعله من المتفوقين وكما تحبين.

مواد ذات صلة

الاستشارات