السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 27 سنة، كنت مدخنا منذ 5 سنوات، وأصبت بالخفقان بعد ذلك، وصرت (أنهف) بشكل خفيف بعد الخفقان، أجريت تخطيطا للقلب، وكل شيء جيد، بعدها صرت أتعب بعد أي جهد، ورجعت لتدخين الشيشة أو المعسل من تلك الفترة إلى قبل شهرين من الآن، مع أني أعاني من ضيق التنفس بشكل مستمر بسبب الخفقان الأول، ومعي صوت لغط عند القلب بعد الخفقان، والآن أعاني من ضيق التنفس بشكل شديد في جميع الأوضاع، تعبت كثيرا وأجريت إيكو وتخطيط القلب وفحص الدم، وقال الاستشاري: القلب سليم -الحمد لله- وعضلات القلب والشرايين وكل شيء.
تعبت مرة ثانية وأصبت بضيق التنفس بشكل رهيب حتى بدون جهد، والآن أنا محتار، وعلى يقين أن الشفاء من الله، لكن أحببت أن أعرف السبب، وهل يمكن أن تعطيني رقم طبيب قلب في بلدي (بشكل خاص)؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت بحاجة -ولدي العزيز- إلى المساعدة من خلال عيادة الإقلاع عن التدخين، وليس لطبيب قلب؛ حيث إن الفحوصات طيبة، والخفقان الذي تشعر به بسبب التبغ الموجود في السجائر، ثم في الشيشة، وقد يزيد ذلك الخفقان مع تناول المشروبات الغازية والمنبهات من القهوة والشاي بشكل مفرط، بالإضافة إلى أن الخفقان يحدث أيضا مع الوزن الزائد والسمنة، ومع فقر الدم أو الأنيميا، ويحدث أيضا مع التوتر والقلق الناشىء من التقصير في أمور الدراسة، وفي الواجبات الدينية مثل: التقصير في الصلاة مع الشعور المتكرر بالذنب.
والشيشة أخطر أنواع التدخين على الإطلاق؛ لأن تدخين شيشة واحدة به نيكوتين وباقي المواد الضارة التي تدخل الجسم، ما يساوى التبغ والنيكوتين الموجود في 40 سيجارة! وكلما تكرر شرب الشيشة كلما تضاعف العدد، فضلا عن العدوى الناتجة من التدخين في الأماكن المغلقة، والتدخين من شيشة واحدة لعدة أفراد.
وقرار الإقلاع عن تدخين الشيشة أو السجائر قرار مصيري، ويمثل النجاة من موت محقق؛ حيث إن التدخين، وفي كل طلعة شمس يدمر المزيد من الحويصلات الهوائية، التي تساعد على دخول الأكسجين الضروري للحياة، وطرد ثاني وأول أكسيد الكربون الضار، وكلما قلت الحويصلات الهوائية، كلما قلت قدرة الإنسان على التنفس الجيد؛ مما يؤدي إلى ضيق التنفس المتكرر وإلى الخفقان وزيادة نبض القلب.
فضلا عن تأثير التدخين على جميع أجزاء الجسم؛ حيث إن التدخين يقود إلى الإصابة بالسكر والضغط، والضعف الجنسي، لتأثيره على الشرايين والأوردة في الدورة الدموية الجنسية؛ مما يؤدي إلى ضعف الانتصاب وسرعة القذف، والضعف الجنسي بعد الزواج في نهاية المطاف.
كذلك فإن التدخين يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليستيرول، وضعف الإبصار والتهاب الصدر المزمن، والذبحة الصدرية والجلطات، وأبو الأمراض وأكثرها شراسة وهو سرطان الرئة وسرطان الجلد والقولون، وباقي أنواع السرطانات والقائمة طويلة، كل ذلك؛ لأن تأثير التبغ مباشر على الأوعية الدموية، وهذا هو سر تسبب التدخين في كل هذه الأمراض.
لذلك من المهم أن تكون إيجابيا وتعمل على التوقف الفوري عن تدخين الشيشة من خلال الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وفترة الصبر والتوقف عن التدخين قصيرة، قد لا تصل إلى 15 يوما فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة إدمان النيكوتين في التبغ، وبعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن، فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
وللمساعدة في الإقلاع عن التدخين يمكنك تناول دواء شامبكس أو varenicline، حيث يتم تناول قرص 0.5 يوميا مرة واحدة لمدة 3 أيام، ثم قرص 0.5 مرتين يوميا لمدة 4 أيام، ثم قرص 1 مليجرام لمدة 11 أسبوعا، مع توقع دوخة وزغللة في العين، واضطراب النوم، ويمكنك التوقف عن تناوله في حال عدم التكيف مع الأعراض الجانبية، وكما قلنا الإرادة والعزيمة تشكل العامل الأساسي في الإقلاع عن التدخين.
ولعلاج الالتهابات المزمنة المتوقعة مع التدخين؛ يمكنك تناول كبسولات klacid 500 mg مرتين في اليوم لمدة عشرة أيام، مع شرب المزيد من الماء والعصائر، واستعمال البخاخ symbicort 160 بختين أو ثلاثا في اليوم، وترك التدخين نهائيا، وعدم العودة إليه، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية، خصوصا وقد أثبتت الفحوصات سلامة القلب، فلا قلق -إن شاء الله-. هذا مع ضرورة تناول مقويات للدم، وتناول الفواكه ذات اللون الأسود؛ لاحتوائها على المواد المضادة للأكسدة التي تنقي الدم من الشوائب، وتزيد المناعة، مع ضرورة تناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية لعدة شهور.
وفقك الله لما فيه الخير.