أنا كثير الشخير ويحدث لي انقطاع للنفس أثناء النوم..ما تشخيصكم؟

0 222

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

مشكلتي هي كالتالي: تقوم زوجتي بإيقاظي لصلاة الفجر، فأصحو من النوم وأتحدث معها وقد أقسو عليها إذا ألحت علي بالقيام للصلاة، وكل هذا الذي يحصل لا أشعر به نهائيا، وكثيرا ما أنام في غرفة، وأصحو وأنا في غرفة أخرى، ولا أدري ولا أذكر كيف حصل هذا!

بعض الأحيان أصحو من نومي وأشعر بكل شيء، ولكن لا أدري لماذا هي تريدني أن أقوم، فلا يأتي في بالي أنها توقظني لصلاة الفجر إلا بعد مدة طويلة.

أيضا لا أذكر أني سمعت صوت المنبه، فوجوده وعدمه سواء.

أحب أن أنبه إلى أنني كثير الشخير أثناء النوم، وقد يحدث انقطاع للنفس أثناء النوم لعدة ثوان، بحيث ينسد مجرى التنفس بشكل كامل في حال نومي على ظهري، وأقوم مفجوعا ومخنوقا وأزعج من حولي.

لدي انحراف في حاجز الأنف، وكذلك لحمية واحتمال أعمل عملية خلال الأيام القادمة، ولا أذكر أني قمت من نومي، وأنا مرتاح أو شبعان من النوم.

ما رأيكم؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

بارك الله في زوجتك، وجزاها الله خيرا أنها حريصة على إيقاظك لصلاة الفجر، كما ورد في الحديث: (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل وصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)، فأرجو أن تثني عليها، وأرجو أن تشكرها على ما تقوم به، فهي خير معين على طاعة الله وأداء ما افترض على الإنسان، تصور لو أنها غير ذلك، لأصبحت مقصرا ولكنت مضيعا، لكن الله تعالى رزقك بالمرأة الصالحة، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.

كلامك معها بقسوة أمر غير مقبول، حتى وإن كنت لست في حالة إدراك تام حين تستيقظ من النوم.

أخي الكريم: هذه الأمور، القيام للصلاة والتلطف مع الزوجة تعتمد على نيتك، النية هي الركيزة الأساسية، وهي الركن الركين الذي من خلاله نقوم بأعمالنا وأفعالنا، فمن لم يبيت نيته للقيام لصلاة الفجر فلن يقوم، ومن عزم على أن يقوم لصلاة الفجر وأعد لذلك عدته قام وأعين على ذلك.

أيها الفاضل الكريم: كل شيء يتطلب نية صادقة حتى يكون الإنسان منجزا، والنية تعني القصد والعزم، فإن عزمت أن تقوم للصلاة في وقتها فستقوم، هذا لا شك فيه، وبفضل من الله تعالى أكرمك الله بهذه الزوجة الصالحة، الزوجة التي توقظك لصلاة الفجر، حريصة عليك، حريصة أن تشاركها الأجر، حريصة على أن تكون في ذمة الله، فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله.

اعتبر أن هذا أمر مساعد، وإذا عزمت وعقدت النية فستكون الساعة البيولوجية لديك منضبطة تماما لتستيقظ في وقت الصلاة، وأنا أعرف الكثير من الذين لا يستعملون الساعة المنبهة أبدا، لكنهم يستيقظون مع الأذان أو قبله ليذهبوا إلى الصلاة.

العزم، القصد، النية، الإصرار، وحسن الدافعية، هذا هو الذي أنصحك به، ورتب نفسك على هذا السياق، وعليك -أخي الكريم- أيضا أن تتجنب النوم النهاري، تحرص على النوم الليلي المبكر، أنت مطالب أيضا بأن تمارس شيئا من الرياضة.

نومك نوم غير صحي، ربما يكون موضوع انحراف الأنف وانقطاع التنفس سبب في ذلك؛ لأنه توجد علة معروفة بانقطاع التنفس في أثناء النوم، وفي هذا السياق أدعوك وأنصحك أن تذهب لطبيب الأنف والأذن والحنجرة ليقوم بفحصك فحصا دقيقا، وربما تحتاج أيضا أن تحول إلى مختبر النوم لتحديد درجة انقطاع التنفس عندك، والآليات التي يمكن أن تساعدك من الناحية العلاجية، وهي كثيرة جدا، فيا أخي الكريم: اذهب وقابل الطبيب المختص.

عدم تذكرك لما تقوم به من أفعال ناتج من القلق، وشيء من التجاهل من جانبك، الإنسان لا يمكن أن يفقد كل ملكاته إلا في حالات نادرة جدا.

بالنسبة للساعة المنبهة – أخي الكريم -: تحدثنا عن موضوع النية كمحفز أساسي، لكن لا مانع أن تستعمل الساعة المنبهة، ضعها بعيدا عن سريرك، وستقوم مجبرا لأن تطفئه، وحينها تستيقظ من النوم بنشاط، وفي نفس الوقت تكون هناك نية لصلاة الفجر مع الجماعة في المسجد، الأمور بسيطة ومحلولة تماما.

عليك بالدعاء، الدعاء هو سلاح المؤمن في كل شيء. تدرب على التمارين الاسترخائية، تساعدك كثيرا، إسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو الرجوع إليها والاستفادة منها، وتطبيق ما ورد بها من إرشادات، فستساعدك حتى في موضوع النوم والشخير، تجنب الأكل الدسم والمتأخر من الليل، هذا أيضا يساعدك كثيرا لأن تنام نوما صحيا ومعافى -إن شاء الله تعالى-.

أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
+++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة د. عبد المحسن محمود استشاري أنف وأذن وحنجرة.
+++++++++

بعض الأشخاص يكونون ثقيلي النوم، فلا يستيقظ لصلاة الفجر إلا بشق الأنفس، ولكن ليسهل عليك هذا الأمر فاستعن عليه بنوم القيلولة، وهو بعد صلاة الظهر، ولتكن ساعة أو أقل وحتى لا تسهر كثيرا وبذلك يسهل عليك القيام لصلاة الفجر.

أما بخصوص قولك إنك تقوم من النوم غير مرتاح، ولم تشبع نوما فذلك له عدة أسباب وفقا لمعطياتك:

أولا: أن ما ذكرته بخصوص طولك أنه 155 سم ووزنك 75 كيلو، فلا شك أن لديك وزنا زائدا بالمقارنة بالطول، وتحتاج لإنقاص وزنك من 15 إلى 20 كيلو حتى يحدث توازن بين الطول والوزن.

ثانيا: قولك إنك تشخر أثناء نومك وغالبا أن ذلك بسبب انسداد الأنف لوجود انعواج بالحاجز الأنفي، أو لوجود لحمية مما يضطرك للتنفس من فمك أثناء النوم، ومع نومك على ظهرك - وهو من أكثر الأوضاع ملائمة لحدوث الشخير- يدخل الهواء عن طريق الفم ليقابل العضلات المترهلة بالحلق واللوزتين نتيجة السمنة والوزن الزائد فيحدث اهتزازا بتلك العضلات المترهلة محدثا الصوت الذي نسميه شخيرا.

كما يزيد من سوء الأمر إذا كانت رقبتك قصيرة أو أنك ممن ينام على وسادة مرتفعة، مما يحدث اختناق في مجرى التنفس؛ مما يعيق دخول الهواء إلى الرئتين حتى يتم أكسدته، ولذلك تبذل مجهودا إضافيا أثناء نومك لحصولك على الأكسجين اللازم لعملياتك الحيوية، ولذلك تقوم من النوم مجهدا غير مرتاح، وكأنك كنت تلعب مباراة لكرة القدم مما يمثل حملا زائدا على قلبك، وخاصة مع انقطاع النفس لبرهة من الزمن؛ مما يجعلك تصحو من نومك مفجوعا.

لذا ومن كل ما سبق يجب أن تنقص وزنك بالحمية، مع ممارسة الرياضة يوميا ومع إزالة أي سبب من أسباب انسداد الأنف بعمل عملية لتقويم الحاجز الأنفي، أو استئصال اللحمية أو قرينات الأنف المتضخمة حتى يسلك مجرى التنفس خلال الأنف، ولا تضطر للتنفس من الفم، ووقتها تستطيع أن تنام بأريحية وتتنفس بسهولة ويسر، بل تستطيع أن تقوم نشيطا خفيفا لصلاة الفجر كما تحب وترغب، إن شاء الله تعالى.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات