السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 30 سنة، ظهرت لي أضراس العقل الأربعة منذ 10 سنوات تقريبا، أحدها يميل قليلا بسبب ضيق المكان، منذ خروجها أصبحت أعاني من مشاكل صحية كثيرة، ولا أعلم هل هي بسبب أضراس العقل أم لا؟!
أعاني من رائحة كريهة بالفم، كانت في البداية شديدة ثم خفت، رغم اهتمامي بالتنظيف، ولا أعاني من وجود تسوس بأسناني، وعند محاولتي سحب الضرس وإطالته، يخرج طعم كريه جدا، وهذا ما جعلني أشك أنه مصدر الرائحة الكريهة، وأخشى إن خلعته أن لا يكون هو مصدر الرائحة، فماذا أفعل؟
كما أنني أعاني من ثقل وتنميل في مؤخرة الرأس والأكتاف عند النوم، وتخف تلك الأعراض عند أخذ البنادول، ولا أعلم هل هو بسبب ضروس العقل أم لا؟ أخذت العديد من الفيتامينات والمراهم، وقمت بعمل الرقية الشرعية والحجامة، كانت كلها حلولا مؤقتة، ولا أعلم لمن أتوجه؟ كما أعاني من كثرة غازات البطن، وبعض المرات تكون رائحتها كريهة جدا.
كما أرسلت لكم استشارة سابقة: هل للجيوب الأنفية أو البلغم علاقة بثقل الرأس وقت النوم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلا بك -أختي الكريمة- في موقع استشارات إسلام ويب.
إن ضرس العقل الظاهر بشكل جزئي من اللثة بسبب ضيق المسافة المتبقية ضمن الفك هو مسبب رئيسي للرائحة الفموية، حيث تتجمع فضلات الطعام في المسافة بين السن اللثة المغطية له بشكل جزئي، بحيث يصعب تنظيفها، وتتخمر هذه الفضلات تحت اللثة، وتسبب رائحة فموية مزعجة تكون علامة لوجود مشكلة حول ضرس العقل، وفي أغلب الحالات تتطور المشكلة إلى إنتان حول ضرس العقل المسمى (التواج)، ويتظاهر إضافة إلى الرائحة الفموية بألم حول منطقة ضرس العقل يمتد إلى الأذن، أو إلى الرقبة، وصعوبة فتح الفم في المراحل المتقدمة من الأذية الفموية.
لذلك -أختي الكريمة-: يجب عليك مراجعة طبيب الأسنان؛ للكشف عن سبب الرائحة الفموية التي يعود 85 % من مسبباتها إلى الفم والنخور السنية، والتهاب اللثة حول الأسنان، وإذا تبين بالفحص أن سبب البخر الفموي هو ضرس العقل، يفضل إزالته، أو عمل قطع جراحي لللثة حول ضرس العقل، إذا كان السن بوضع جيد ضمن الفك السفلي.
أختي الكريمة، هناك أسباب أخرى للرائحة الفموية 15% غير سنية المنشأ، مرتبطة بالتهابات الجيوب الإنتانية، ومشاكل ضمن الطرق التنفسية، أو ضمن الطريق المعدي المعوي، أو مرتبط بأمراض جهازية كالبخر المرافق لمرضى السكري، لذلك بعد نفي أي مسبب فموي يفضل عمل فحص أوسع لمعرفة المسبب.
أختي الكريمة، إن الاهتمام بنظافة الفم والأسنان، واستعمال الفرشاة بشكل مستمر بعد وجبات الطعام، والاهتمام باستعمال المضامض الفموية المطهرة، واستعمال الخيط للتنظيف بين الأسنان، واستعمال السواك، ومراجعة طبيبك كل سته أشهر، جميعها عوامل مهمة للإبقاء على الفم والأسنان بصحة جيدة، ويقلل بشكل كبير من أي مسبب للرائحة الفموية.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.
ــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: أنس العطية، استشاري أمراض الفم والأسنان والوجه والفكين.
وتليها إجابة الدكتور: عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
ـــــــــــــــــــــ
الثقل والتنميل في مؤخرة الرقبة والكتف، والذي يستجيب لحبوب البنادول في الغالب، مرتبط بشد عضلي في عضلات الرقبة، وليس له علاقة بالغضروف، وينتج غالبا عن استعمال الجوال لفترة طويلة، مما يؤدي إلى توتر في عضلات الرقبة، أو الجلوس الخاطىء، مثل الاتكاء على الكوع والكتف، أو النوم على وسادة عالية، وبذل مجهود عضلي ورياضي دون إحماء أو تسخين، ويزيد ذلك الألم مع النقص الحاد في فيتامين (د)، وفيتامين B12، وفقر الدم، ولذلك من المهم فحص صورة الدم CBC، وفحص فيتامين د، وفيتامين B12، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
ولذلك من المهم ضبط الوسادة، وعدم ثني الرقبة لفترات طويلة، ويمكنك لعلاج ألم الرقبة تناول كبسولات مسكنة مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا بعد الأكل، وكبسولات myolgin ثلاث مرات يوميا لمدة أسبوع، مع التعود على الحمام الساخن كلما أمكن ذلك، مع تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية 50000 وحدة دولية لمدة شهرين، ويمكن تكرارها بعد 4 شهور مرة أخرى، مع تناول أقراص كالسيوم 500 مج مضغ مرتين يوميا لمدة شهرين أيضا، وهذا لا يغني عن الحليب ومنتجات الألبان بصفة منتظمة، ولا مانع من أخذ حقن neuorobion في العضل يوما بعد يوم لعدد 6 حقن لتغذية الأعصاب، ويمكن تكرارها مرة أخرى، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.
والغازات الزائدة والرائحة الكريهة قد تنتج من وجود طفيليات في البطن، ولذلك يمكنك عمل تحليل براز لثلاث مرات متتالية؛ للبحث عن الديدان، والجارديا، والأكياس الأميبية المتحوصلة، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، ولا مانع من تناول مطحون خليط مكون من الكمون والشمر والينسون، والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع، وإضافته إلى السلطات والخضار المطبوخة، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ والمغص -إن شاء الله-.
ويمكنك تناول حبوب الخميرة قبل الوجبات ثلاث مرات يوميا لمدة 2 إلى 3 شهور، وهذا سوف يساعد في إمداد جسمك بما يحتاج من الفيتامينات والأملاح المعدنية والخمائر التي تساعد على الهضم، وقد تم الإجابة على الجزء المتعلق بالجيوب الأنفية في استشارة سابقة.
وفقك الله لما فيه الخير.