تناولت عدة علاجات للقولون والتوتر.. فما نصيحتكم؟

0 204

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود طرح مشكلتي، أنا شاب أبلغ من العمر 35 عاما، كنت أعاني من القولون العصبي، راجعت عدة أطباء مختصين في كل المجالات، من الجهاز الهضمي إلى الجراحة العامة للعظام، وأمراض القلب، وجميع النتائج سليمة -بفضل الله-.

في آخر مراجعة لطبيب الجهاز الهضمي، أكد الطبيب بأن مشكلتي نفسية، تتمثل بالقلق والتوتر، فأنا أعاني من الضغوط النفسية بشكل شديد، راجعت أحد الأطباء في الطب النفسي بسبب الأعراض التالية:
- ضيق شديد بالصدر، كشخص يريد البكاء بشدة.
- ضيق في النفس.
- أعراض القولون العصبي المعروفة.
مما يترتب على هذه الأعراض الشعور بالخوف مما سيحصل لي، شخص الطبيب حالتي على أنها بسبب التوتر والقلق النفسي، صرف عدة علاجات: اوكستين 40 ملج، تناولته لمدة شهر، ثم دواء زاناكس عيار ربع 0,25، لمدة أسبوعين، مرتين يوميا، بالإضافة إلى دواء انديكاردين 10 ملج، ومن ثم أتناوله حبة عند اللزوم.

عما بأنني استبدلت دواء انديكاردين10 ملج بدواء دينكسيت، بسبب مخاوفي من دواء الانديكاردين، والتزمت بتعليمات الطبيب، لكن الحالة لم تتحسن، أصبحت أشد من السابق في آخر 10 أيام.

أتمنى إفادتي بالتشخيص الصحيح لحالتي، وهل يمكن الشفاء أم أنها مستمرة مدى الحياة؟ وهل ستتطور الحالة إلى الأسوأ؟

أرجو إفادتي، ولكم جزيل الشكر وعظيم الأجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ samer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: بالفعل القولون العصبي، والذي يجب أن يسمى بالقولون العصابي، مرتبط بالقلق النفسي، وحتى مع الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان.

أخي الكريم: أنت أحسنت بأن قمت بمقابلة طبيب الجهاز الهضمي، وكذلك قمت بمقابلة أحد الأطباء النفسيين.

بالنسبة للشعور الشديد بالضيقة في الصدر والكتمة، أو الضيقة في التنفس، هذا ناتج بالفعل من القلق، والذي يحدث -أخي الكريم- أن القلق يؤدي إلى توتر نفسي، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات القفص الصدري، لذا تحس بهذه الكتمة، أو هذه القبضة، أو هذه الضيقة؛ لأن العضلات منقبضة مشدودة.

ومن العضلات التي تتأثر أيضا عضلات القولون، وبعض الناس يحدث لهم أيضا انقباض في عضلات فروة الرأس، مما يجعلهم يحسون بالصداع العصبي، ودراسات حديثة كثيرة أشارت أن 40% من الذين يشتكون من ألم في أسفل الظهر السبب في ذلك القلق، والذي يظهر في شكل انقباض في عضلات أسفل الظهر.

فيا أخي الكريم: الذي تعاني منه من أعراض ليس مستغربا في أن سببه هو القلق، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي.

أرجو أن يكون شرحي هذا وافيا ليجعلك تطمئن.

ومن أهم العلاجات وليست الحبوب في حالتك: ممارسة الرياضة بانتظام، وتطبيق تمارين استرخائية، والتعبير عن النفس، وتجنب الاحتقان النفسي، للرياضة فائدة كبيرة جدا، وممارستها تحتاج إلى مواصلة حتى تجني فائدتها الكبيرة، فاحرص على ذلك.

تمارين الاسترخاء إما أن يدربك عليها الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي الذي يعمل معه، أو يمكنك أن تطلع على أحد مواقع الإنترنت، أو ترجع لاستشارة إسلام ويب، والتي هي تحت رقم (2136015)، أوضحنا في هذه الاستشارة كيفية تطبيق هذه التمارين، وتوجد أيضا كتيبات و(CD) في المكتبات الكبيرة توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تجعلها جزءا من حياتك اليومية.

النقطة الثالثة: تجنب الكتمان، بمعنى أن تعبر عن نفسك، التفريغ النفسي مهم، كثيرا ما يمنعنا الحياء الزائد من أن نعبر عن ذواتنا، فيا أخي الكريم: عبر عن ذاتك في حدود الذوق، هذا التفريغ النفسي مهم جدا، وطور شبكتك الاجتماعية، التواصل والنسيج الاجتماعي المحترم يروح عنا كثيرا. القراءة والاطلاع، والنوم الليلي المبكر، هذا كله مطلوب ليكون جزء أساسيا في حياتك، و-إن شاء الله تعالى- تسعد بذلك، بل تصبح صحتك النفسية على أسس سليمة.

بالنسبة للأدوية: كلها متقاربة ومتشابهة، الأدوية التي أعطاها لك الطبيب جيدة، لكن أعتقد أن فعاليتها لم تظهر بشكل ممتاز، لأنك لم تطبق الفعاليات العلاجية السلوكية الأخرى، وكذلك الاجتماعية.

فيا أخي الكريم: احرص على هذه التطبيقات السلوكية والاجتماعية التي ذكرتها لك، وكما ذكرت لك: هذه الأدوية فاعلة، وتوجد أدوية بديلة، لكن لا أريدك أبدا أن تنتقل لأي دواء دون أن تستشير طبيبك.

عقار (زولفت)، والذي يسمى علميا باسم (سيرترالين)، يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (دوجماتيل)، والذي يسمى علميا باسم (سلبرايد)، قد يكون مفيدا جدا لك، لكن لا تستبدل أي علاج دون أن تستشير طبيبك المعالج، واحرص على التطبيقات التي ذكرتها لك، وعليك -أخي- بالدعاء والمحافظة على الصلاة في وقتها، ففوائدها عظيمة جدا من الناحية الدينية والدنيوية والأخروية، وقطعا تبعث الطمأنينة والاسترخاء في النفس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات