أعاني من اضطراب الأنية ونوبات هلع متقطعة.. ماذا أفعل؟

0 189

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد التحية والتقدير لجميع الأخوة.
إلى الدكتور محمد عبد العليم: أنا شاب تخرجت قبل 6 أشهر، وأعمل في المختبر، أعاني من اضطراب الأنية، ونوبات هلع متقطعة، حصلت لي هذه الحالة عندما صبغت غرفة في المنزل بصبغ يحتوي على البنزين، وعندما انهيت من الصبغ أصابتني دوخة بسبب استنشاقي للبنزين، وأحسست بانفصالي عن الواقع، علما أنني كنت مدخنا لمدة خمس سنوات، وتركت التدخين بعد إصابتي بهذه الحالة.

ذهبت للعديد من الأطباء، وعملت تحاليل للغدة الدرقية، وفحصا سريريا، ذكر لي الطبيب المختص عدم معاناتي من أي مرض عضوي، وأعطاني بروزاك كبسولة كل يوم، ولكنني عندما تناولته زاد علي التوتر والقلق، وزادت نوبات الهلع فتركته، وذهبت لطبيب باطني، أعطاني دينكست، تحسنت قليلا، ولكن أصابني خمول عام في جسمي، وعادت الحالة من جديد، علما أنني إذا رجعت من عند الطبيب أشعر بتحسن بدون أخذ العلاج، وبعدها تعود الحالة من جديد.

بدأت بممارسة الرياضة ولكن دون فائدة، والآن أعاني من انفصالي عن الواقع، وأشعر بالتوتر المفاجىء، فماذا أفعل؟

ولك جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي الكريم: نوبات الهلع والفزع هذه التي أتتك ربما يكون ليس لها مسبب، قد يكون في الأصل لديك قابلية أو استعداد لها، إذا حاولنا أن نربطها بتعرضك إلى الصبغة التي تحتوي على البنزين، فهنا لا أعتقد أنه يوجد ربطا حقيقيا، المواد الهيدروكربونية مثل الموجودة في البنزين قد تسبب شيئا من الدوخة البسيطة، لكن هذا يكون وقتيا، وليس له تبعات.

عموما نحن نتعامل مع حالتك هذه كحالة قلق توتري، مصحوب بمخاوف، وهذا نتج من نوبة الهلع، وأطمئنك كما طمأنك الأخ الطبيب أن الأمر ليس مرضا جسديا، وبالنسبة للعلاج: ممارسة الرياضة بالفعل مفيدة، كررها وواصل في ممارستها حتى وإن لم تشعر بفائدة الآن، لكن في المستقبل سوف تحس بفائدة.

انفصالك من الواقع -أخي- يتطلب أن تتجنب الإجهاد الجسدي والذهني، لذا يجب أن تنام مبكرا ليلا، وتتجنب النوم النهاري، ويجب أن يكون غذاؤك متوازنا، وأنصحك أيضا أن تمارس بعض التمارين الاسترخائية، وأن تحسن توزيع وقتك بصورة جيدة وفاعلة.

العلاج الدوائي -أخي الكريم-: البروزاك بالفعل قد يثير شيئا من التوتر والقلق في الأيام الأولى لتناوله، لكن بعد ذلك يحس الإنسان بفائدته، عموما: أنا أرى أن الدواء الأفضل لك هو السبرالكس والذي يسمى علميا (استالوبرام)، دواء رائع جدا في علاج مثل هذه الحالات، فإن اقتنعت به أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام-تناولها ليلا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة -أي عشرة مليجرام- ليلا، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة مليجرام ليلا لمدة أسبوعي، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم توقف عن تناول الدواء، فالدواء سليم، وهذه جرعة بسيطة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، والديناكسيت دواء جيد لعلاج القلق، لكن أعتقد أن السبرالكس وحده سيكون كافيا ونافعا -بإذن الله تعالى-.

أود أن أهنئك على تخرجك، وأنك الآن تعمل في مختبر، هذا أمر جميل جدا، واجتهد في تطوير نفسك مهنيا، وقم بإعداد نفسك لبعض الدراسات العليا، هذا من ناحية المستقبل.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات