السؤال
السلام عليكم.
عمري 22 سنة، أعاني من وجع في الأذن، وسماع صوت ريقي عند البلع، أسمع الصوت داخل الأذن، وأحيانا أسمع صوت نبض في طبلة الأذن مثل نبض القلب.
وبعد الفحص لدى الطبيب أخبرني بأن كل شيء سليم، وأخبرني بأنه قد يكون سبب ما أعانيه من ضرس العقل، ولما أجريت فحصا بأشعة البانوراما، اتضح وجود ضرس مدفون داخل اللثة بالعرض.
والآن عند التثاؤب أشعر بألم شديد في عظام الوجه، وتنسد أذني بشكل كبير، فهل أنا أعاني من جيوب أنفية؟ كما أن الرئتين لا تمتلآن عند التنفس، فأضطر لسحب الهواء بقوة (كالشهقة) حتى أشعر به في صدري.
كما أنني أشعر بانسداد في الحنجرة، مما يعيق مرور الهواء لصدري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
واضح من شكايتك وجود مشكلة في التنفس الأنفي حتى تضطر للتنفس بطريقة (شهقة)؛ أي من الفم بسبب عدم كفاية التنفس الأنفي لديك.
التنفس الفموي لا يعطي الجسم كفايته من الأوكسيجين، حيث أن الأنف هو صاحب هذه الوظيفة، ويعطي بحكم وضعه وحجمه التسارع الكافي للهواء لينزل بسرعة كافية عبر المجرى الهوائي، ويصل لقاعدة الرئتين.
وبتقديري هذا الانسداد الأنفي، والذي لم توضحه حضرتك في سؤالك وإن كان موجودا لديك فعلا هو السبب في انسداد تهوية الأذن الوسطى عبر أنبوب التهوية الخاص بها، والذي ندعوه بنفير أستاشيوس, هذا الأنبوب هو المسؤول عن وصل البلعوم الأنفي، والذي يقع خلف الأنف في الجزء العلوي من البلعوم مع الأذن الوسطى، وبالتالي تعديل الضغط فيها بحيث يتناسب مع الضغط الجوي الخارجي.
عندما تختل هذه الآلية يصبح الضغط داخل الأذن الوسطى أقل من الضغط الجوي الخارجي، وبالتالي ينسحب غشاء الطبل نحو الداخل، وتتعطل حركته، ويصبح نقل الصوت من خارج الأذن لداخلها ضعيفا, هذا بالتالي يؤدي لعزل جزئي للأذن المصابة عن الأصوات الخارجية، ويصبح سماع أصوات الجسم الداخلية مثل التثاؤب ومضغ الطعام والكلام أكثر وضوحا بكثير، ولا علاقة للأسنان بالشكاية التي تشكو منها.
الحل: لا بد أن يبدأ من حل المشكلة التنفسية في الأنف، حيث يجب فحص الأنف، ومعرفة سبب انسداده إن وجد، والعمل على حل هذه المشكلة سواء بالأدوية وخاصة بخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية: ( فليكسوناز, أفاميس, رينوكورت)، وأدوية مضادة للتحسس الفموية: ( كلاريتين, سيتريزين, فيكسوفينادين .. )، وتحت الإشراف الطبي, أو بالجراحة لإصلاح اضطرابات مثل: انحراف الحاجز الأنفي، أو ضخامة القرينات التحسسية، وغيرها.
هناك عامل مهم في العلاج، وهو إجراء مناورة فالسالفا لتعديل ضغط الأذن الوسطى وهي كالتالي:
إغلاق كلا فتحتي الأنف باليد، ثم ضغط الهواء بزفير قسري صعودا من الصدر باتجاه البلعوم فالأنف (وليس الفم)، والاستمرار بالضغط حتى يتراكم ضغط كاف لفتح نفير أوستاشيوس (الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى و بين البلعوم الأنفي)، وعبر هذا الأنبوب يمر الهواء قسريا نحو الأذن الوسطى.
وهكذا يتم تعديل الضغط بداخلها، ويتحرر غشاء الطبلة من الشد المطبق عليه نحو داخل الأذن الوسطى بسبب الضغط السلبي الذي كان داخلها، ويجب تكرار هذه الحركة كل عشرين دقيقة، وبشكل مستمر لعدة أيام حتى تمام الشفاء بالنسبة للأذن الوسطى، وبالتزامن مع العلاج الدوائي الذي ذكرته سابقا.
مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.