شرود ذهني وعصبية زائدة ومزاج سيء.. أريد حلولا

0 412

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاب متعلم وعمري 46 سنة، أحب الصلاة وأدعو أولادي إلى الصلاة في وقتها، ولكن أنا أحس بها ثقيلة علي، وأحاول أن أؤخرها عن موعدها، ولكن أصلي، وعندما أهم بالصلاة، تتشتت أفكاري، ويداهمني الوسواس، والشيطان، وأسرح في أمور الدنيا، وأحاول أن أركز وأعود إلى صلاتي، ولا أدري أحيانا كم صليت، وأحاول أن أدعم صلاتي بالدعاء والاستغفار، وكثيرا وأنا جالس أو ماش أحاول الاستغفار والتسبيح، وأنا في أوج التسبيح والاستغفار أسرح في الدنيا ومشاكل الدنيا، هذا في الصلاة.

أما الأمر الآخر فتراودني أفكار غريبة بأن أحلم بالمال الكثير، وعندما يخطر ببالي أن أقول يا حبيبي يا رسول الله، أبدأ بالتفكير بالمال والعمران والدنيا، ويشل حركتي، ويأخذ مني الوقت الطويل، وعندما أصحو من هذه الغفوة، أستغفر الله وأحمده، وأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.

والأهم من كل هذا عند أي مشكلة مهما كانت تخصني أو لا يبدأ فكري، وتأخذ أياما من التفكير، ويدخل الوسواس حتى إن بعض أفكاري تذهب بي إلى حلول إجرامية أو غير منطقية، وأريد أن أوضح أنني حساس، وحساس جدا لكل الأمور.

والغريب أنني عندما أجلس مع جماعة لتدارس أي مشكلة أو حل أي مشكلة، في الغالب يكون رأيي هو الأمثل، فعندما أجلس مع حالي أستغرب من نفسي، وأحيطكم علما أنني عصبي جدا، وسريع الغضب، ومزاجي متقلب، وغريب، وسريع الانفعال، وخاصة مع أي موقف إنساني حتى لو مشاهدة موقف محزن في مسلسل أو عندما يخطب الإمام، ويكون الموقف مؤثرا، وأجلس، ويأخذ هذا فترة من تفكيري وأسرح بعيدا.

ماذا أفعل؟ لقد أثر كثيرا هذا الشرود الذهني والتفكير بالأوهام والمستقبل المليء بالسعادة الزائفة والقصور المبنية بالهواء علي وعلى أسرتي، ماذا أعمل بهذه العصبية الزائدة والأحاسيس الغريبة والمزاج السيئ والحساسية الزائدة؟ والحمد لله على ما أعطاني، والحمد لله حمدا كثيرا لما أنا به.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نضال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: أنت ربما تعاني من بعض الاضطراب في الشخصية، مع بعض الشحنات الزائدة من القلق والتوتر، ربما يكون نتج عنها فقدان الدافعية، وشيء من الاكتئاب البسيط.

ثانيا: لابد أن لا تحاور نفسك بصورة سلبية في تحديد الأسبقيات الشرعية، فأمر الصلاة أمر هام، ومن لا يحافظ عليها ويؤديها بصورتها الصحيحة ربما يفقد حظه في الإسلام.

فالصلاة أخي هي قرة عين المؤمن، وهي ملجأه، ولا تكون ثقيلة إلا على المنافقين، ونحن وأنت -إن شاء الله- لسنا منهم.

ثالثا: أنت محتاج لأن تجلس مع أحد الإخوة المشايخ الأفاضل، وتلازمه بقدر ما تستطيع، -وإن شاء الله- ستجد منه كل الدعم والمساندة لما يحسن من دافعيتك ورغبتك في تحديد أسبقياتك الشرعية واتباعها، كما هو مطلوب من كل مسلم ومؤمن ملتزم، وسوف يعينك الله تعالى في ذلك بإذنه تعالى.

أخيرا: سنصف لك بعض الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، وستجد فيها خيرا كثيرا في إزالة هذه الأعراض التي تعاني منها، ومن أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، ولمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى.

هذا العلاج -إن شاء الله- يزيل الاكتئاب والقلق والشعور بالإحباط، ويرفع كثيرا من الطاقات النفسية والجسدية، ويساعد الإنسان على الإقدام في عمل الأشياء بإذن الله.

أما بالنسبة للعصبية، وسمات الحساسية في الشخصية، فسوف يساعدك الدواء في ذلك كثيرا، ولكن أرجو أيضا أن تدعمه بأن تفكر إيجابيا فيما أنجزته في الحياة، وتتجنب كتمان الأشياء في داخل نفسك؛ لأن التراكمات الداخلية تؤدي إلى احتقانات نفسية تزيد من القلق والعصبية، فعليك التفريغ عما في داخلك في نفس اللحظة.

لقد اتضح أيضا وبما لا يدع مجالا للشك أن ممارسة الرياضة سوف تساعد كثيرا في إزالة القلق والتوتر، وكذلك ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحافظ وتداوم على هذه الطريق العلاجية التي وجد أنها فعالة ومفيدة جدا ( توجد أشرطة وكتيبات في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين ).
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات