أنا فتاة صرت أبكي كثيراً بسبب ضغوط الحياة والاكتئاب

0 214

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع، حيث يمكن للإنسان أن يتكلم عن ما يحزنه متى أراد.

أنا فتاة بعمر 21 سنة، تعبت من الحياة، وأحيانا أجلس وحدي أبكي ساعات وساعات دون أن يراني الناس، ومرة ما استطعت كتمان بكائي، وظللت أبكي أمام أهلي نحو 6 ساعات متواصلة.

مشكلتي هي تراكم مشاكلي، أحاول حل أي منها لكن لا فائدة، سنة تلو الأخرى تتراكم المشاكل، مع أنها مشاكل بسيطة وتافهة في نظر البعض إلا أنها باتت تشكل جبلا، ما إن أتذكر إحداها حتى أبدأ البكاء.

أكبر مشكلة بالنسبة لي هي أنه لدي التهابات بولية مزمنة، راجعت الطبيب نحو 12 سنة، بلا فائدة، وأظل طول اليوم في حالة من عدم الارتياح!

المشكلة الأخرى هي جسدي، أنا فتاة لست جميلة، جسدي ليس جميلا، وعندي الكثير من المشاكل، حاولت حلها لكن لا يمكن إخفاؤها إلا بعمليات تجميلية، وأخاف أن أتزوج ويعايرني من سيتزوجني.

كذلك مشاكل الدراسة وضغوط الجامعة، ومشاكل والدي الصحية، ومشكلة اكتئابي وقلة الثقة بنفسي، ومشكلة إيماني القليل، وشكي في كل شيء، والكثير من المشاكل التي تتراكم على قلبي، لا يمكن أن أزعج الناس بها، ولن يستحملوني! ماذا أفعل؟! إني أنهار وأصرخ وأبكي، ولا فائدة، واليأس والبكاء اشتد علي!

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونقول لك هوني عليك، فالحياة لا ينظر إليها بهذه الكيفية السلبية، ما عددت من صعوبات ومشاكل أنا لا أقلل من أهميتها، لكن أريد أن ألفت نظرك إلى أن الكثير والكثير جدا من الناس يعانون من مثل ما تعانين منه بل أكثر.

لا أريدك أن يسيطر عليك ما نسميه شعور التفرد أو التخصصية، أي أنا الوحيد الذي أعاني من كل هذا، لا، بل انظري للموضوع بشكل أوسع أو ما نسميه الشعور بالعالمية لمشاركة الآخرين لي هذا مهم جدا، ويجب أن تكوني منصفة لذاتك من حيث أن تلاحظي ما هو إيجابي في حياتك، لا يكون التركيز فقط على ما هو سلبي، وحين ندرك إيجابياتنا في الحياة حتى وإن كانت بسيطة ونقتنع بها ونطورها ونضخمها هذا يؤدي إلى تقليص السلبيات، وهذا أيضا وسيلة أراها مهمة جدا بالنسبة لك.

انشغالك بجسدك وأنه ليس جميلا، وأنك قمت بإجراء عمليات تجميلية، إجراء هذه العمليات خطأ، ومعظم الذين يلهثون وراء هذه العمليات ينتهون بمآسي كبيرة جدا، تتكون لهم مشاكل جديدة، وهم أصلا كانوا وراء حل مشاكلهم الأولى.

أيتها الفاضلة الكريمة، اقبلي نفسك، وعليك أن تحبي نفسك، وهذا مهم جدا، اقبلي بخلقتك وما أنت عليه، وإن كانت هنالك نواقص جسدية من حيث الشكل والجمال هذه تعوض بوسائل أخرى بحسن معاملة الناس باكتساب العلم، باكتساب المهارات، التميز الديني، من خلال حسن الالتزام.

هنالك بدائل عظيمة جدا، خاصة بالنسبة للمرأة تزين بها نفسها، وإن شاء الله تعالى يأتيك الرجل الصالح، نظمي وقتك، الذي لا يدير وقته لا يدير حياته، ولا يمكن أن يساعد نفسه، هذا يصعب تماما، ضعي لنفسك برامج حياتية، مع أهداف، ما هي الأهداف التي تودين تحقيقها، والأهداف تقسم إلى ثلاثة أقسام: (أهداف آنية، أهداف متوسطة المدى، وأهداف بعيدة المدى).

الهدف الآني هدف يجب أن أحققه في 24 ساعة، وهذا ممكن، مثلا الاتصال بالصديقة، زيارة إحدى أرحامك من النساء بعد أن انقطعت عنها لفترة، هذا هدف وهدف عظيم جدا، حين يتم إنجازه يحس الإنسان بسعادة كبيرة.

الأهداف متوسطة المدى يجب أن تنجز في خلال 6 أشهر، ابحثي عن كورس تعليمي مثلا، وأكمليه أو اشرعي فيه، احفظي جزءين من القرآن الكريم، هذا هدف عظيم تحسين أيضا بالمكافأة الذاتية وهكذا.

الأهداف المستقبلية معروفة، انظري للحياة بشيء من الإيجابية، غيري هذا الفكر السلبي، ويجب أن تكوني متفانية جدا في خدمة أسرتك، ظروف والدك الصحية نسأل الله له العافية، والمشاكل لا ينظر إليها هكذا، فيها ما يمكن تجميده، فيها ما يمكن تجاهله، وفيها ما يمكن حله.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

وبالله التوفيق والسداد.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. رغدة عكاشة. استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
++++++++++++++++

بالنسبة للالتهابات البولية فأنصحك بعمل تصوير تلفزيوني، مع تصوير ظليل للجهاز البولي، يسمى IVP، من أجل معرفة سبب تكرر الالتهابات، ونفي وجود حصى أو تشوهات أو أورام، أو غير ذلك في الجهاز البولي – لا قدر الله- لأن العلاج الصحيح يجب أن يوجه للسبب إن وجد.

نسأل الله عز وجل, أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات