أعاني من الخوف من لا شيء!

0 162

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 21 سنة، أعاني من الخوف من لا شيء، وأعاني من الغثيان أحيانا, وآلام في المعدة، ومرارة في الفم عند الصباح.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك فرق بين الخوف من الأشياء والمواقف، وهذا أمر طبيعي عند البشر، فمثلا عند التعرض لموقف معين مثل الخوف من الحيوانات الجارحة والزواحف، وعند مقابلة المسؤولين، والتقدم للوظائف والمقابلات الشخصية، حيث يرتفع هرمون الأدرينالين، ويزيد نبض القلب، وتحدث بعض الرعشة، وينتهي الأمر بانتهاء الموقف، وترجع الأمور إلى طبيعتها بعد ذلك.

أما الخوف المرضي: وهو حالة مرضية، تسمى الفوبيا Phobia ، ولها صور وأشكال متعددة، منها الخوف من الأماكن المغلقة، والخوف من المرتفعات، والخوف من بعض الحيوانات والزواحف، والخوف من الموت، حينها يسمى ذلك الخوف بالرهاب أو "الفوبيا".

والرهاب أو الفوبيا هو خوف شديد، مفرط، غير عقلاني، وغير مبرر من حالة معينة أو سلوك معين، ينطوي على شعور بالخطر وخوف من الأذى، وبالتالي يؤدي لمحاولة الشخص الهروب من المواجهة مع هذا الموقف أو هذه الحالة.

فمثلا من يخاف الأماكن المرتفعة يكون لديه دوما شعور بالرعب من السقوط عند التواجد في مكان مرتفع، فيحاول دوما الابتعاد عن مثل تلك الأماكن، وتنتشر "الفوبيا" بشكل واضح عند النساء أكثر من الرجال.

وفي بعض الأحيان ومع فقد عزيز في الأسرة أو الأصدقاء خصوصا الفقد المفاجئ في حادث أليم يتولد ذلك الشعور بالخوف الشديد، أو الرهاب، ويتحول إلى حالة مرضية يصاب الإنسان فيها باحمرار الجلد والرعشة الشديدة، والتعرق الغزير، ويصاب بنوبة هلع وصراخ قد تنتهي بالإغماء، كما يعاني المريض من برودة وارتجاف الأطراف، ودوار شديد، والشعور بالغثيان والقيء، وضيق التنفس، والشعور بالاختناق، مع ألم واضطرابات في المعدة، وتسارع نبض القلب، وعدم السيطرة على الانفعالات الطبيعية.

وعلاج الخوف المرضي بالإضافة إلى الأدوية يتم بالتكيف، مثل: الاسترخاء، والهدوء ذهنيا وجسديا بدلا من الذعر والخوف، ومعرفة أن الموت مرحلة يليها مراحل أخرى، ويؤدي ذلك لزوال الرهاب تدريجيا.

وهناك نوع من العلاج عن طريق مجموعات الدعم: ويتم ذلك بالانضمام لمجموعة من الأشخاص الذين يعانون نفس المشكلة، وتفيد هذه المجموعات بتحسين نفسية المريض، حيث يجد أشخاصا يشاركهم مشكلته، ويتعلم منهم الطرق التي يتبعونها لعلاج هذه المشكلة، فيشعر بتعاطفهم ووقوفهم إلى جانبه، الأمر الذي يساعد المريض على عدم البقاء وحيدا، خاصة أن الشعور بالوحدة يدفعه لمزيد من الاكتئاب.

أما العلاج الطبي للرهاب أو الفوبيا فعن طريق تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق والرهاب مثل: escitalopram ، أو (Cipralex)، وهناك sertraline ، أو (Lustral) ولكن من الأفضل زيارة طبيب نفسي والمتابعة معه.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات